الجمعة، 28 نوفمبر 2014

العلاقة بين الاهل و الابناء

                                      العلاقة بين الاهل و الابناء

مع مرور السنين من عمر الطفل فهو يبدأ بالتخلي عن أشياء عدة كان يمارسها أو يلعب بها عندما كان صغيرا، كالتخلي عن الألعاب وعدم اهتمامه بعادة كان يمارسها عندما كان أفق تفكيره محدودا، الا شيئا واحدا لايفارقه طوال حياته والتي تتمثل في درجة الثقة التي تربطه بالعائلة أو الثقة التي بناها في علاقته بوالديه وكذلك الثقة التي بناها الأبوان مع أولادهمفالثقة هي التي تحافظ على روابط طويلة الأمد بين الأبناء والآباء وهي التي تحافظ على نقاوة هذه الروابط.


يكبرون بسرعة:قالت دراسة لمركز الأبحاث الاجتماعية في مدينة ساوباولو ان بناء علاقات الثقة بين الأبناء والآباء لاتحتمل التأجيل ولابشكل من الأشكال ، فهي اما تبدا منذ الصغر أو تتبخر ولايبقى لها أثرا. وأضافت الدراسة التي اطلعت على أهم النقاط الواردة فيها بأن الأولاد يكبرون بسرعة دون أن يدرك الأبوان ذلك. فيدخل الابن أو الابنة مرحلة المراهقة ومن ثم سن البلوغ ولكنهم يبقون صغارا في عيون آبائهم وأمهاتهم.وأوضحت الدراسة بأن بعض الآباء يعتقدون بأن بناء الثقة يبدأ عندما يكبر الطفل ويفهم معناها، لكن العلم يثبت بأن الطفل يدرك موضوع الثقة منذ العام الأول من عمره. ولهذا تظهر على وجه الطفل الصغير نظرات قد لايفهمها الآباء، تلك النظرات الخفية التي تنطلق من طرف العين و الحاجب الى الأعلى. في الحقيقة فان هذه النظرات تعني بأن الطفل ينتظر ردود فعل أبويه ازاء شيء ما يريد القيام به، ولكنه لايعلم مااذا كانت هناك موافقة على ذلك أم لا. هذه النظرات انما هي اشارات الى قياس مدى استعداد الوالدين للسماح للطفل بالقيام بهذا العمل أو ذاك. ونظرات الطفل تتركز على شفاه الأبوين، انتظار رد فعل ما. هل يستطيع القيام بتصرف ما أم أن كلمات قاسية ستنطق بها شفاه الآباء تحبط من عزيمة الطفل.عدم ادراك النمو الفكري للطفل مصيبة:أكدت الدراسة بأن أغلب المشاكل التي تحدث بين الآباء والأبناء المراهقين تنجم عن عدم ادراك الآباء بأن أبناءهم قد حققوا نموا في التفكير ولذلك فان عدم الاعتراف بهذه التحولات يجعل العلاقة بين الآباء والأبناء مضطربة ومشوشة للغاية. السبب هنا يكمن في شك كل طرف بنوايا الآخر بسبب غياب الثقة المتبادلة بين الطرفين. وقالت الدراسة بأن بعض الآباء يشتكون من أن أبنائهم قد خانوا الثقة التي منحوها لهم، ولكن هل فكروا بدرجة عمقها وقوتها بالرجوع الى سنوات كثيرة خلت؟ الثقة ليست كلمة تقال، بل هي ممارسة جدية تتطلب الكثير من الوقت لنيلها والثقة، كما يقال، تتطلب الجهد لاكتساحها بشكل كامل وليس فقط بناء خيوط رفيعة لها. فاذا كانت مجرد خيوط رفيعة فانها ستنقطع عندما يكبر الأولاد وينمو أفق تفكيرهم. وأضافت الدراسة بأن نسبة ثمانين بالمائة من المشاكل بين الآباء والأبناء المراهقين ناجمة عن خلل في الثقة التي تم بناؤها منذ أن كان الأولاد صغارا.مشكلة التأقلم والتكيف مع نمو الأبناء:قالت الدراسة ان هناك صعوبة لدى الأبناء والآباء حول التكيف والتأقلم مع فكرة النمو التي تغير الكثير من الأشياء. فان كان الاباء يريدون أولادا صادقين كان ينبغي عليهم أن يغرسوا ذلك في نفوسهم منذ الصغر واذا كانوا يريدون أبناء يتحلون بالأمانة كان ينبغي عليهم أن يعلموها لهم منذ الصغر. فوصول الأبن أو الأبنة الى عمر المراهقة دون الشعور بأن هناك ثقة كافية مع آبائهم يصعب جدا من عملية تكيف كل طرف مع الآخر.ترك الأولاد يتعلمون من أخطائهم:أضافت الدراسة بأنه في حال عدم توفر الثقة الكافية بين الآباء والأبناء فمن الأفضل ترك الأولاد يتعلمون من أخطائهم وان كان ذلك يشكل مرارة للآباء. وأوضحت الدراسة بأنه من الممكن أن يحاول الآباء بناء ثقة من نوع آخر مع الأبناء في فترة المراهقة، ولكن ثبت بأن ذلك صعب للغاية. ولذلك السبب من الأفضل ترك الأبناء يتعلمون ماهو الخطأ وماهو الصواب على حساب جهودهم النفسية المضاعفة لأن المراهق يعيش في عالم من الأحلام ويعتقد بأنه يستطيع تحقيقها وحيدا وبالاعتماد على النفس.وقالت الدراسة انه سيأتي وقت يدرك فيه المراهق بأن تلك الأحلام صعبة المنال بالمجهود الفردي وهنا ربما يعود الى كنف الآباء لمحاولة التعلم من جديد بأن الأبوين هما مصدر الثقة النقي لهم. ولكن، تساءلت الدراسة، لماذا نترك الأمور تصل الى هذه الحدود من المعاناة بالنسبة للمراهق اذا كان مفتاح الثقة بين أيدي الأبوين منذ نعومة أظفار أبنائهم؟لماذا يصعب على الآباء قبول نمو أبنائهم؟أكدت الدراسة بأنه ليس من الصعب قبول نمو الأولاد لأن الأصعب من ذلك هو قبول الآباء تقدمهم هم في السن. فنمو وكبر الأطفال يقابله كبر سن الآباء. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، فكلما كبر الأولاد تقدم الآباء أيضا في السن وهذه المعادلة توجد نوعا من التباعد الفكري بين الطرفين.وقالت الدراسة ان الحل الوحيد لفك هذه المعادلة المضطردة هو اللجوء منذ الصغر الى بناء ثقة متينة بين الجانبين لأن وجود الثقة يلغي حاجز التقدم في السن لتحقيق التفاهم.تعليقات منطقية:الدكتور نيلسون باتيستا الذي يشغل منصب نائب رئيس مركز البحوث الاجتماعية في ساو باولو يقول بأن الدافع الأكبر للطريق المسدود بين قبول أو عدم قبول نمو الأولاد يكمن في شعور الأبوين بأنهما مجبرين على تقبل أفكار وتوجهات جديدة تتطور مع تقدم الأجيال الصاعدة. أما الدافع الآخر فهو يكمن في عدم تقبل الأبوين فكرة شيخوختهما. وأضاف بأن بعض الآباء لايدركون بأنه كان من الممكن تفادي هذا الطريق المسدود لو أنهم عملوا على بناء ثقة بينهم وبين أولادهم لاتؤثر عليها السنين ولا تقدم الأجيال بأفكارها وممارساتها.اقتحام الخصوصيات:أوضح الدكتور نيلسون بأن أهم مايعكر ذهن الأولاد في الكبر هو شعورهم بأن الآباء يقتحمون خصوصياتهم عندما يعملون على ابداء آرائهم حول تصرفاتهم. وقال أيضا ان هناك بعض الآباء الذين يرتبكون في التفريق والتمييز بين الاعتناء بالأولاد وبين اقتحام خصوصياتهم.فمن دافع الحرص على سلامة الأولاد يقوم بعض الآباء بالتعمق في أشياء ربما يعتبرها المراهق بأنها من خصوصياته. ومرة أخرى ، يؤكد الخبير البرازيلي، بأنه لو كانت الثقة المتبادلة وطيدة بين الآباء والأولاد لما ارتبك الآباء في التفريق بين الحرص على الأبناء واقتحام خصوصياتهم.الثقة ونقاوة الحالة النفسية للأولاد:وأخيرا أكد الدكتور نيلسون بأن بناء علاقات ثقة وطيدة ومتبادلة بين الآباء والأبناء منذ الصغر يوجد جيلا خاليا من العقود النفسية التي يبدأ معظمها عندما يحاول الآباء استدراك ماكانوا قد تجاهلوه لسنوات طويلة. وقال ان الثقة لاتأتي بين ليلة وضحاها لأنها عملية طويلة يتوجب معرفة بداية بنائها للوصول الى جسمها المتين الذي لاتؤثر عليه السنين أو الشيخوخة أو المراهقة.

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

الخلافات الأسرية اسبابها و طرق علاجها

الخلافات الأسرية أسبابها وطرق علاجها
الخلافات بين الزوجين قد لايخلو منها أي بيت وهذه الخلافات أمر طبيعي وكما يقال أنها ملح الحياة الزوجية خاصة إذا كانت من نوعية المشكلات الاعتيادية التي تنتج عن تقلبات الأمزجة واختلاف الطباع بين الأزواج وأهليهم ولكن توجد خلافات من نوع آخر إذا وقعت قد تهدد الحياة الأسرية برمتها ، ومن الطبيعي أن الخلافات الزوجية تكاد تكون من سنن الحياة ونواميسها وستبقى قائمة طالما وجدت الأسباب التي تؤجج نيرانها وهي كثيرة ولكن هناك بيوت تصرخ وأخرى باردة وصامتة لماذا؟ ويمكن تقسيم أسباب المشاكل العائلية إلى ثلاثة محاور وهي:
أ- من وجهة نظر الرجل
1- عدم تقدير الزوجة لأعباء زوجها وواجباته الاجتماعية "طبيعة عمله"
2- عدم مراعاة الزوجة لأوضاع زوجها المالية .
3- اختلاف ميول الزوجة ورغباتها عن الزوج .
4- إهمال المرأة لشؤون الأسرة .

ب- من وجهة نظر المرأة:
1- الصراع بين الزوجة وأم الزوج
2- تدخل الزوج في الشؤون البيتية أكثر مما ينبغي
3- بقاء الزوج فترة طويلة خارج المنزل
4- التلفظ أمام الأطفال بكلمات غير لائقة
5- انخفاض المستوى الثقافي والاجتماعي للزوج مقارنة بالزوجة.
6- عدم توفيق الزوجة بين العمل ومتطلبات الأسرة

ج- أسباب مشتركة: تحكيم العاطفة أو المصلحة المادية عند اختيار الزوج أو الزوجة ، سوء فهم كل من الزوجين لطباع الآخر، الاختلاف المستمر في الآراء ووجهات النظر، المشكلات العاطفية، تباين أسلوب كل منهما في تربية الأبناء، المسائل المادية، كذب أحدهما على الآخر، تدخل أهل الزوج أو الزوجة في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالأسرة بشكل غير مناسب، العناد، الغيرة الشديدة، الأنانية، فارق العمر، انعدام الحوار، الرغبة في إنجاب الكثير من الأبناء، عدم تحمل المسؤولية، عدم فهم كل طرف لشخصية الآخر، إفشاء أسرار البيت، إنفاق المال في غير محله، التسلط ،الخيانة. هذه الأسباب وغيرها يمكن أن تتلاشى حين يعيها الزوجان ولكن السؤال من الذي يمكن أن يتدخل لتوعية قطبي الأسرة بالمشاكل والحلول؟ هنا مربط الفرس ففي ظل هذه التغيرات التي حدثت للأسرة فإننا لا نجد نشاطاً من مؤسسات المجتمع للاهتمام بها فالمراكز الأسرية الحكومية المنوطة بهذا الدور مفقودة لدينا وأرجو ألا نوكل إلى الجمعيات الخيرية هذا الدور التخصصي فلديها من المسؤوليات ما يكفيها فضلاً عن توجهها مؤخراً إلى الاهتمام بالأنشطة الثقافية ودورات تدريب اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي. إن مشاكل الأسرة لدينا تتفاقم وقد تبدلت نوعية القضايا التي تطرح في المحاكم وكذلك كيفية صدور الأحكام لقد تغيرت مفاهيم الناس نحو صياغة العلاقات الإنسانية في الأسرة أو مجال العمل.
وعند سؤال أي قاض اليوم فإنه سيتحدث بما يسمعه ويراه كل يوم من مشاكل بين الزوجين كان بالإمكان أن تمر بقنوات أخرى لحلها قبل الوصول إلى القضاء ووقوف الزوجين أمام المحكمة. وسوف أتناول ثلاثة أسباب للحديث عنها بشيء من التفصيل لندرك حقيقة ما يحدث وأين المشكلة وما هو حلها.
1- تباين أسلوب الزوجين في تربية الأبناء :
نجد أن هناك اختلافاً بين الأم والأب في التربية فالأب عندما يخطئ الابن يعاقبه بقسوة وتكون الوسيلة الوحيدة للعلاج هي الضرب المبرح، في حين تصر الأم على الدلال المفرط وتحاول تبرير الخطأ بأنه عمل طبيعي وأن جميع الأبناء في سنه يفعلون ذلك، والنتيجة خلاف حاد يعصف بحياة الزوجين وبالطبع كلا الموقفين خطأ إذ ينبغي على الزوجين التعامل بحكمة وواقعية تجاه المشكلة فالثواب المعقول مع الاستقامة والعقاب المفيد مع الخطأ هو الحل المطلوب والمنصف .
2- الصراع المتكرر بين الزوجة وأم الزوج :
وتبرز هذه المشكلة بشكل كبير حينما يكون الزوج يعيش مع والديه ، فلأم لا تزال تعتبر ابنها صغيراً تريد أن تتابعه في كل صغيرة وكبيرة وأن يكون تحت عينيها في كل وقت فكما كرست حياتها في تربيته وهو صغير تريد أن يكرس حياته لخدمتها وهي كبيرة وإن كان ذلك على حساب حياته الزوجية فهي تريد أن تشاركه في خروجه مع زوجته للسوق أو النزهة أو السفر في حين تعتبر الزوجة هذه التصرفات من قبل الأم اعتداء على حقوقها وعقبة تكدر عليها صفو حياتها وتدخل في خصوصياتها الزوجية كما تعتبر الزوجة أن تقرب الابن لوالدته مشاركه غير مرغوبة كما أن الزوجة تعتبر أي تصرف من قبل الأم في نظام البيت اعتداء على مملكتها فالبيت يخصها وحدها دون غيرها بالطبع كلا الموقفين خطأ فعلى الأم أن تفهم أن دورها في التربية واحتواء الابن ينتهي عند زواجه فقد أصبح للابن حياة أخرى وأصبحت عليه مسؤوليات زوجة وبيت وأبناء ويجب عليه أداء هذه المسؤوليات على أكمل وجه ، فكما عاشت هي حياتها مع والده فلتتركه يعيش حياته مع زوجته ولتعلم الأم أن ابنها في خضم هذه المسؤوليات لم ينسى حقوقها ومكانتها وأنها صاحبة فضل عليه ولكن كما هي تريد حقوقها من ابنها كاملة هناك زوجة تريد أيضاً حقوقها كاملة، وعلى الزوجة أن تفهم شعور الأم خاصة أن زواج ابنها قد ترك فراغاً كبيراً في حياتها وتحتاج لوقت حتى تتقبل الوضع الجديد فلا تكون الزوجة أنانية وتحاول عزل زوجها عن والدته بل عليها أن تحترم أم زوجها وأن تبادلها الحب والاحترام وتحاول أيضاً أن تكسب رضاها في حدود المعقول وأن تقدم تنازلات وتتواضع وأن تراعي فرق السن بينهما بل وعليها أن تعين زوجها على رعاية والديه ولتفهم جيداً أن رضا الله من رضاهما حتى يتولد شعور لدى الأم بأن زوجة ابنها بمثابة ابنتها تبادلها المحبة والمودة ولا تنسى الزوجة أن سعادة الأم سوف تنعكس على حياتها وزوجها وعلى الزوجة أن تعي أنها في المستقبل عندما يتزوج أبناءها سوف تمر بهذه الظروف فكما تعامل ستُعامل .
3- العناد بين الزوجين :
إن الكثير من المشاكل سببها الأساسي هو العناد المتبادل بين الزوجين رغم أن أوجه العلاقة الأخرى بها الكثير من الإيجابيات إلا إن هذه الصفة (العناد) أو الإصرار على موقف ما يعقد المشكلة ويوصلها إلى طريق مسدود رغم أن المشكلة يمكن حلها بقليل من التنازل أو الكلمة الطيبة ، فإذا كان الشجار بين الزوجين يتولد لرغبة كل طرف في إثبات أن رأيه هو الصواب ، حتى لا تتفاقم المشكلة لا بد من التوصل في هذه الحالة إلى حل عن طريق المناقشة الهادئة والحوار المقنع ولتعلم الزوجة أن طاعة زوجها والاعتراف بخطئها ليس فيه مساس لكرامتها أو إنقاص من حقها وليعلم الزوج أن اعترافه بخطئه ليس فيه إهانة له أو جرح لرجولته وعليه أن يعي أن الرجولة كيان يشعر من حوله بالأمان والطمأنينة ، والواقع أن الزوجة تستطيع أن تجعل زوجها يتعامل معها بواقعية ويتقبل آراءها الصحيحة مع الحفاظ على كرامته، ويمكن لها أن تتذكر الأسلوب الذي كانت تتبعه قبل الزواج والمتميز غالباً بالود والرقة والمحبة وهو أسلوب من الأولى أن يتبع بعد الزواج لأن استمرار الزوجة في الحفاظ على أسرتها هو لب الحياة.
تحقيق مرحلة التوازن وحفظ المجتمع :ليعلم الزوجان أن الحفاظ على كيان الأسرة وحفظها من التفكك والضياع هو لبنة هامة في بناء الجيل القادم والذي عليهما حمايته من الانزلاق في متاهات الجريمة والعدوانية والانحراف الأخلاقي والإظطراب النفسي فاليوم سوف تضيع أسرة وغداً سوف يضيع المجتمع بأكمله فإذا كان الخلل في أساسات المنزل فبالطبع سوف لن يدوم صمود المنزل بأكمله طويلاً لذا على الزوجين تحقيق توازن المجتمع من خلال حياتهما وأن احتواء الخلافات الأسرية مسؤولية الأب والأم

التعاون بين الاسرة و المدرسة في بناء المجتمع و تقدمه


التعاون بين الاسرة و المدرسة في بناء المجتمع

الحمد الله الذي أرشد الإنسانية إلى ما فيه خيرها وصلاحها، وهداها إلى ما يحقق سعادتها ويضمن لها البقاء في صحة وعافية لتعمر هذه الأرض وتستمر في أداء مهمتها التي هيأها الله لها من الاستخلاف في الأرض، والانتفاع بما في الكون من خيرات ونعيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الأمين الذي أرسله الله بالبشارة الكبرى وأيده بالمعجزة العظمى:القرآن الكريم بما فيه من آيات بينات تتضمن التشريع الصالح لكل زمان ومكان وبما يحتوي عليه من قواعد عامة وشاملة تنظم حياة الناس في جميع المجالات وتبني المجتمع على أسس ثابتة ومتينة وتعطي كل فرد من أفراد الأسرة ما يستحقه من الاهتمام والرعاية.
فقد هدانا الله سبحانه بواسطة هذا القرآن وجعل أفضل رابطة تربط بين الرجل والمرأة هي رابطة الزواج الذي تسوده المودة والاحترام لقوله تعالى: « ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة » الروم الآية 21. 
كما أوصى الإنسان رجالا كانوا أو نساء بالإحسان إلى الوالدين والبر بهما من أجل استمرار الرابطة الأسرية وتقوية أواصرها فقال عز وجل:«وقضى ربك ألا تعبد إياه وبالوالدين إحسانا» (الإسراء).
ورفع عن المرأة ما كان يقع لها من إذيات وسوء معاملة فقال عز وجل: « وعاشروهن بالمعروف، فإن كرتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا…» إلى غير ذلك من التعاليم التي تجعل الإنسان يعيش حياة هادئة سعيدة يتحمل فيها كل فرد من أفراد الأسرة ما تهيئه له طبيعته وينال ما يحتاج من حقوق في ظل التفاهم والتسامح والحلم والإيثار… 
ومن فضل هذا الإسلام على البشرية أن جاءها بمنهاج شامل قويم في تربية النفوس، وتنشئة الأجيال وتكوين الأمم وبناء الحضارات وإرساء قواعد المجد والمدنية… وماذا إلا لتحويل الإنسانية التائهة من ظلمات والشرك والجهالة والضلال والفوضى إلى نور التوحيد والعلم والهدى والاستقرار.
فقال عز وجل: « قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط المستقيم » المائدة.
« التعاون بين الأسرة والمدرسة في بناء المجتمع وتقدمه» موضوع اجتماعي أساسي يهمنا اليوم وغدا وبالخصوص في هذه المراحل الحرجة التي نحياها وتحياها أمتنا العربية الإسلامية، لذلك فإن الموضوع يحتاج إلى دراسة عميقة من خلالها نعمل بالشكل الصحيح على تطبيق مبادئها وتقريريها من أجل النهوض فعلا بالمجتمع العربي الإسلامي.



I. مسؤوليات الأسرة:
للأسرة المسلمة مسؤوليات تتحملها إزاء أفرادها، كما تلعب دورا مهما تجاه الأبناء فهي التي تنجب الأطفال وتمنحهم الاسم والنسب وهي التي ترعاهم منذ ولادتهم إلى سن الرشد، فتوفر لهم الغذاء والمسكن وتسهر على رعاية صحتهم وتلقنهم اللغة والدين والأخلاق والسلوك الحسن وتلحقهم بالمدارس حين بلوغهم السن القانوني وهذه المسؤوليات هي:
1.المسؤولية الدينية: فالأطفال وديعة وأمانة لدى الأسرة، وهي مسؤولة عن إرشادهم إلى ما يزكي فطرتهم الدينية وينظم سلوكهم ـ قال (صلى الله عليه وسلم) « كل مولود يولد على فطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه…» أخرجه مسلم ويقول عز من قائل: « يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة…» التحريم 6. 
فالمسلم كما هو مأمور بحفظ نفسه من النار مأمور كذلك بحفظ أهل بيته منها فيحملهم على عبادة الله وطاعته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
2.المسؤولية التربوية: تقوم الأسرة بدور كبير في التنشئة الاجتماعية للأطفال وتربيتهم على القيم الرفيعة وتمكينهم من أسس المعرفة التي تفتح لهم أبواب العلم، حنى إن بعض المفسرين فسروا قوله تعالى:« قوا أنفسكم وأهليكم » بأن الوقاية من النار لا تكون إلا بالتعليم فالتربية والتعليم مسؤولية الأسرة وسوف تحاسب عليها يوم القيامة فالتعليم حق الجميع ومن حقوق الأبناء على الآباء خاصة ويؤكد ذلك قوله (صلى الله عليه وسلم) «حق الوالد ثلاثة: أن يحسن أسمه وأن يعلمه الكتابة وأن يزوجه » وقوله تعالى: « اقرأ باسم ربك الذي خلق…» سورة العلق الآية 1 وغيرها من الآيات الدالة على وجود التعليم والبحث عن الدين.
3.المسؤولية الاجتماعية: الإسلام يؤكد على صلة الرحم والهدف الاجتماعي من هذا التأكيد هو بقاء الأسرة المسلمة متضامنة، مشبعة بروح الود المتواصل. 
وذو القربى في المنظور الإسلامي هم قربى النسب والمصاهرة فأهل الزوج قربى للزوجة وآهل الزوجة قربى للزوج والإحسان يشمل النسب والمصاهرة وقد قرن الإسلام الإحسان ذوي القربى بالإحسان إلى الوالدين مما يؤكد موقعهم ضمن الأسرة. والإحسان إليهم يكون بزيارتهم وتفقد أحوالهم ورعايتهم وتقديم العون لهم وهذا أكبر مثال للرعاية الاجتماعية في الإسلام. 
4.المسؤولية الاقتصادية: الأسرة مسؤولة عن الرعاية الاجتماعية والاقتصادية للطفل، فهي مسؤولة عن احتياجات أبنائهم المادية وإذا كان الأمر بالإنفاق موكلا إلى الأب بحكم قوامته على البيت فإنه لا يضر إذا تعاون أفراد الأسرة النشيطين على مسؤولية الإنفاق ويكون ذلك بالمعروف وفقا للقاعدة الإسلامية المنصوص عليها في سورة البقرة: الآية 36 «وعلى المُوسِعِ قَدْرُهُ وعلى المُقْتِر قَدْرُهُ » كما يلزم أن يكون من الرزق الحلال لقوله (صلى الله عليه وسلم) « أفضل دينار ينفقه الرجل، دينار ينفقه على عياله » أخرجه مسلم. 
والإنفاق يشتمل كل التحملات الاقتصادية من مسكن وملبس وتعليم وتطبيب وغير ذلك من الأمور التي يجب الإنفاق على الأبناء فيها.
II.التعاون بين البيت والمسجد والمدرسة: من المعلوم أن مسؤولية البيت تتركز في الدرجة الأولى على التربية الجسيمة للإثم الكبير الذي ينال من يضيع حق أولاده ويهمل معيشته… روى أبو داود عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: « كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت» وفي روايه لمسلم: كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته»
ومن المؤكد أن رسالة المسجد في الإسلام تركز في الدرجة الأولى على التربية الروحية لما الصلاة الجماعة وقراءة القرآن الكريم من قيوضات ربانية ورحمات إلهية ى تنتهي ولا تنقطع.روي البخاري ومسلم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) « صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه ما لم يحدث تقول اللهم ارحمه ـ اللهم ارحمه ولا يزال في مصلاه ما انتظر الصلاة ». 
ومن الأمور التي لا يختلف فيها اثنان أن مهمة المدارس تتركز في الدرجة الثانية بعد الأسرة في التربية والتعليم كما للعلم من أثر كبيرة في تكوين شخصية ورفع كرامة الإنسان و من هنا كان فضل العلم عظيما في الإسلام. 
فحينما نقول بتعاون البيت والمسجد والمدرسة فبمعنى هذا أن الإبن قد اكتمل شخصيته وتكون روحيا وعقليا ونفسيا بل كان العضو الفعال في تقدم أمته وإعزاز دينه ومجتمعه… ولكن هذا التعاون لا يتم على الوجه الأكمل إلا بتحقيق شرطين أساسيين: 
1.ألا يكون ازدواجية وتناقض بين توجيه البيت والمدرسة.
2.أن يكون التعاون هادفا لا يجاد التكامل والتوازن في بناء الشخصية الإسلامية. فإذا تم التعاون هدفا وتحت هذين الشرطين فالأبناء يكتمل تكوينهم روحيا وجسميا ويتكونون عقليا ونفسيا.
VI. دور المدرسة في بناء المجتمع: لقد تحدثنا فيما سبق عن دور الأسرة المهم في بناء المجتمع، فإذا كانت الأسرة اللينة الأولى والأساسية لبناء المجتمع فإن المدرسة أيضا لها دور كبير في تتمة هذا البناء ـ بناء المجتمع ـ والأسرة وحدها غير كافي للقيام بمشروع هذا البناء والإصلاح. 
والواقع شاهد على ما نقول بحيث العدد الكبير والمهول الذي تشهده ساحتنا العربية الإسلامية من مدارس وثانويات وجامعات وأكاديميات…كل هذا يجعل من المدرسة والتعليم دور مهم في بناء المجتمع وتقدمه. وصحيح أن الأسرة لها دور كبير في الرقي بالمجتمع لكن هذا الرقي والتقدم بدون المدرسة فإنها تكون فاقدة للنور الذي ينير لها الطريق للوصول بدون تعثر أو ضياع… وكما هناك جانبا مهما لولاه ما تحقق بناء المجتمع إنه المعلم أو الأستاذ الموجه والمرشد والمبين والمربي الذي له فضل كبير في هذا البناء بتزويد الطفل أو الولد بشتى أنواع العلوم والمعارف…




الاثنين، 24 نوفمبر 2014

أهميـة الأسـرة كمؤسسة اجتماعيـة





أهميـة الأسـرة كمؤسسة اجتماعيــة :

تعتبر الأسرة اللبنة الأولى في كيان المجتمع ، وهي الأساس المتين الذي يقوم عليه هذا الكيان فبصلاح الأساس يصلح البناء ، وكلما كان الكيان الأسري سليماً ومتماسكاً كان لذلك انعكاساته الإيجابية على المجتمع .

فالأسرة التي تقوم على أسس من الفضيلة والأخـلاق والتـعاون تعتبر ركيزة من ركائز أي مجتمع يصبو الى أن يكون مجتمعاً قوياً متماسكاً متعاوناً ، يساير ركب الرقي والتطور.

وتكتسب الأسرة أهميتها كونها أحد الأنظمة الاجتماعية المهمة التي يعتمد عليها المجتمع كثيراً في رعاية أفراده منذ قدومهم إلى هذا الوجود وتربيتهم وتلقينهم ثقافة المجتمع وتقاليده وتهيئتهم لتحمل مسؤولياتهم الاجتماعية على أكمل وجه والعلاقة بين الفرد والأسرة والمجتمع علاقة فيها الكثير من الاعتماد المتبادل ولا يمكن أن يستغني أحدهم عن الآخر فالأسرة ترعى شئون الأفراد منذ الصغر والمجتمع يسعى جاهداً لتهيئة كل الفرص التي تمكن هؤلاء الأفراد من أداء أدوارهم الاجتماعية وتنمية قدراتهم بالشكل الذي يتوافق مع أهداف المجتمع.
وتتجلى أهمية الاسرة ككيان مجتمعي للأسباب التالية:

- إن أول ما ينتقل إلى الطفل عن طريق التقليد في الصوت والحركة، لغة آبائه ( أبيه وأمه ) وأفراد أسرته وأعمالهم وسلوكهم ومناهجهم في الحياة فبمقدار سمو المنزل في هذه الأمور تسمو آثار التقليد التربوية في الطفل.



- بفضل الجو الأسري والمحيط العائلي تنتقل إلى الناشئة تقاليد أمتهم ونظمها وعرفها الخلقي وعقائدها وآدابها وفضائلها وتاريخها وكثير مما أحرزته من تراث في مختلف الشئون فإذا وفقت الأسرة في أداء هذه الرسالة الجليلة حققت البيئة الاجتماعية آثارها البليغة في المجال التربوي .



- الأسرة هي العنصر الأهم والوحيد للحضانة والتربية المقصودة في المراحل الأولى للطفولة، والواقع أنه لا تستطيع أي مؤسسة عامة أن تقوم بدور الأسرة في هذه المرحلة ، ولا يتاح لهذه المؤسسات مهما حرصت على تجويد أعمالها أن تحقق ما تحققه الأسرة في هذه الأمور.



- يقع على الأسرة قسط كبير من واجب التربية الخلقية والوجدانية والعقلية والدينية في جميع مراحل الطفولة بل وفي المراحل التالية لها كذلك.



- بفضل الحياة المستقرة في جو الأسرة ومحيط العائلة يتكون لدى الفرد ما يسمى بالروح العائلية والعواطف الأسرية المختلفة وتنشأ الاتجاهات الأولى للحياة الاجتماعية المنظمة فالأسرة هي التي تجعل من الطفل شخصا اجتماعياً مدنياً وتزوده بالعواطف والاتجاهات اللازمة للانسجام مع المجتمع الذي يعيش فيه.



- للاسرة دور هام في التنمية وفقا لما تقوم به من توفير المناخ الطبيعي لتنشئة الإنسان التنشئة الإيجابية وهي أحد أهم الروافد التي ترفد المجتمع بأهم عنصر من عناصر التنمية ألا وهو العنصر البشري فالاسرة القوية المتماسكة تمد المجتمع بالعضو الفاعل والمجتهد في إنتاجه.


ثانيا: دور الاسرة في تعزيز أمن واستقرار المجتمع:

مما لاشك فيه أن مسؤولية أمن الوطن تقع على عاتق كل من يعيش على أرض الدولة من مواطنين ومقيمين ؛حيث أنهم هم الذين سوف ينعمون بالراحة والطمأنينة فيه،وبالطبع فان المسؤولية الأولى تقع على الأسرة؛باعتبارها البوتقة التي يخرج منها المواطن الصالح ؛لذا يجب على الأسرة أن تعي دورها تماماً تجاه أمن المجتمع،وأن تقوم بدورها من خلال تنشئة أولادها على حب الوطن وحفظ أمنه من خلال أدوارها المختلفة من ( تربية ووقاية ورقابة وتعاون وتوعية ) على النحو التالي:

1. الدور التربوي للأسرة:
تقع مسؤولية تربية الأبناء على الوالدين في المرتبة الأولى والتربية في معناها الشامل لا تعني توفير الطعام،والشراب،والكس اء،والعلاج وغير ذلك من أمور الدنيا ،بل تشمل كذلك ما يصلح الإنسان ويسعده .حيث يجب على الأسرة ومن خلال دورها التربوي أن تهتم بالجوانب التالية:

- غرس القيم والفضائل الكريمة والآداب والأخلاقيات والعادات الاجتماعية التي تدعم حياة الفرد وتحثه على آداء دوره في الحياة وإشعاره بمسئوليته تجاه مجتمعه ووطنه وتجعله مواطنا صالحاً في المجتمع مثل: الصدق والمحبة والتعاون والإخلاص وإتقان العمل .

- تعليم الأبناء الكيفية السليمة للتفاعل الاجتماعي وتكوين العلاقات الاجتماعية من خلال ما يتعلمه الأبناء في محيط الأسرة من أشكال التفاعل الاجتماعي مع أفراد الأسرة وعلى الأسرة تكييف هذا التفاعل وضبطه على النحو الذي يتوافق مع قيم المجتمع ومثله ومعاييره بما يجعلهم قادرين على التفاعل مع الآخرين في المجتمع . فالأبناء في كثير من الأحيان يتخذون من آبائهم وأمهاتهم وبقية أفراد الأسرة القدوة والمثل الأعلى في السلوك لذا يجب أن يكون أفراد الأسرة خير قدوة للأبناء بالتزامهم معايير المجتمع والفضائل والآداب الحسنة فالمجتمع الذي تحكم علاقات أفراده المثل والقيم حري أن يكون مجتمعا آمناً مطمئناً لأن افراده مدركون للكيفية الصحيحة للتعامل مع بعضهم البعض ولأدوارهم التي من خلالها يسهمون في رقي مجتمعهم وتطوره .

- غرس مفاهيم حب الوطن والانتماء وترسيخ معاني الوطنية في أفئدة الابناء فالوطن امتداد لحياة الآباء والأجداد وبدونه لا يكون الإنسان شيئاً فهو تلك البقعة من الأرض التي ولدنا بها ونموت فيها ونستمتع بخيراتها ونعيش في دفء أمنها ورعايتها ، ويجب أن يعي الأب والأم أولاً معنى الوطنية والانتماء قبل أن ينقلوها إلى أبناءهم وفي مجتمعنا الذي بدأت فيه المستويات العلمية لأفراد الأسرة بالرقي والتميز يصبح من السهل على أفراد الأسرة إيصال هذه المفاهيم إلى الأبناء بشكل صحيح.


ومن الأساليب والطرق التي يمكن من خلالها تفعيل هذا الدور ما يلي :
- الشرح والتوضيح للأبناء في مراحل تعليمهم الأولى مـا يتعلمونه في المدرسة من مواضيع ذات الصلة بالوطن سواء في مقررات التاريخ أو الجغرافيا مثل: (ماذا تعني الوحدة في كيان واحد أو دولة واحدة؟... ماذا يعني أن يكون للمجتمع حدوده التي تميزه؟.. من الذي سعى إلى توحيد هذا الوطن؟ ..ما هي الفوائد التي يجنيها أفراد المجتمع في ظل مجتمع واحد متماسك؟ كيف أن هويتنا تميزنا عن غيرنا من الناس؟..ما يتميز به الوطن من خصائص إقتصادية واجتماعية وطبيعية وأثر ذلك على ما ينعم به الفرد في هذا المجتمع من أمن ورخاء ..الخ )

.
- تذكير الابناء دائماً بأن كل الخدمات التي يوفرها المجتمع هي من أجل راحة المواطن وسعادته فالطرق والمطارات والمنتزهات والحدائق والمدارس والجامعات والمستشفيات ما هي إلا أمثلة على ما يقدمه الوطن لأبنائه من خدمات ويجب عليهم أن يدركوا كم تكلف هذه الخدمات حتى تصل إليهم ليستفيدوا منها ويستمتعوا بها ، ويقدروا لوطنهم توفير مثل هذه الخدمات والتي قد لا تتوفر بسهولة لأبناء مجتمعات أخرى فهذا جانب مهم يمكن من خلاله أن تعزز الأسرة حب الوطن في نفوس الأبناء .



- تشجيع الأبناء ومن خلال واجباتهم المدرسية وما يكلفون به على الحديث عن الوطن ومنجزاته من خلال مواضيع التعبير أو البحوث فهذا يربط الأبناء بمجتمعهم أكثر .



- حث الأبناء على حسن التعامل والاستخدام الأمثل لكل ما يقدمه الوطن ويهيئه من خدمات والمحافظة عليها بدأ من محتويات المدرسة الى المنتزهات والحدائق والمرافق العامة باعتبار ذلك من حب الوطن والولاء له وللمنجزات التى تكلف الكثير من الجهد والمال



- السفر بالأبناء إلى أماكن مختلفة في الوطن ليتعرفوا على أرجاء وطنهم وما تتميز به كل منطقة ليزدادوا تعلقا بوطنهم .



- التخطيط لحياة الأبناء ونشاطاتهم وممارساتهم وبالأخص أثناء الاجازات والعطل الصيفية للاستفادة من أوقاتها فيما يعـود بالنفع على الفرد والأسرة والمجتمع فهناك صلة وثيقة بين سوء استغلال وقت الفراغ لدى الأبناء والوقوع في الانحراف وسوء السلوك

2– الدور التوعويّ للاسرة:


على الوالدين أن يتواصلا مع الابناء بالحوار والنقاش وتوعيتهم بما لا يعيه الصغار من أخطار وتصحيح ما لديهم من مفاهيم خاطئة ،فوقوع الشباب في مشاكل وانحرافات هو نتيجة لأهمال الأسرة لدورها التوعويّ امتثالا لقول الله تعالى : ( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) فالتوعية هي الوسيلة المهمة في بناء شخصية الطفل كفرد وكشخصية اجتماعية،وبث فيهم روح الألفة والمحبة،وتعويدهم على النظام والتعاون

.
3- الدور الوقائي:


الدور الوقائي وهو مكمل للدور التربوي ولا يقل أهمية عنه،إذ يظن كثير من الآباء والأمهات أن دورهم في تربية أولادهم ينتهى عند بلوغ الولد أو البنت سن معين فيترك ظناً أن أولادهم كبروا في السن ولا يحتاجوا إلى توجيه ومتابعة،وهذا خلل في التربية ينتج عنه مشاكل لا تحمد عقباها فمسؤولية الأبوين لا تنتهى مهما كبر الابناء فهم في حاجة دائما الى التوجيه والنصح والارشاد ،وبحاجة لخبرات وتجارب كبار السن ،فمن أبرز الجوانب التي يجب على الأسرة أن تقي ابنائها منها :

- إبعادهم عن المواد الاعلامية المضرة،وتقديم البديل النافع لهم من الوسائل المسموعة أو المرئية،أو المكتوبة .
- إبعادهم عن رفاق السوء،وهذه النقطة في غاية الأهمية فلا يمكن أن تكتمل تربية الأسرة إذا كان لأولادهم رفاق سوء يهدمون ما بناه الوالدان فمعظم الجرائم،وتعاطي المخدرات،والانحراف الفكري يقف خلفه رفاق السوء.

- ومن الأدوار الوقائية لحفظ أمن المجتمع تربية الأولاد على أهمية المحافظة على أوقاتهم،وصرفها فيما يعود عليهم بالنفع ،وكذلك شغل أوقاتهم وتوجيه طاقاتهم عن طريق البرامج العلمية النافعة،والدورات التدريبية المفيدة،و ممارسة الرياضة البدنية .

- تجنيب الابناء مظاهر الغلو والتطرف والانحراف السلوكي فالأسرة هي المسئول الأول عن ظهور السلوك الإجرامي أو المنحرف كما أنها مسئولة عن تكوين السلوك السوي ويأتي ذلك عن طريق تأثر الأبناء بطبائع الآباء أو الحرمان الشديد لمدة طويلة ،أو عدم استقرار الأسرة وسيطرة المشكلات والخصومات بين الأفراد .



 4- الدور التعاوني:


يكمن الدور التعاوني للأسرة في حفظ أمن المجتمع باعتبارها خط الدفاع الأول حيث يمكنها أن تتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع في أكثر من اتجاه على النحو التالي:



- تهيئة جميع أفراد الأسرة ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع وأن يسهموا في خدمة المجتمع حسب تخصصاتهم ولأن الأسرة هي الوحدة الاجتماعية التي ترتبط بكل مؤسسات وهيئات المجتمع كون أفرادها يعملون في هذه المؤسسات كان لزاماً عليها أن تقوم بهذا الدور كما يجب وأن تتعاون مع مؤسسات المجتمع (المدرسة- الشرطة..الخ ) حيث أن علاقة الأسرة بالمدرسة علاقة ذات إرتباط قوي فكلاهما مؤسستان تهتمان بالجانب التربوي والتعليمي في حياة الفرد حيث تكمل المدرسة ما بدأته الأسرة فلابد من حرص المدرسة والبيت على التواصل المستمر بينهما سواءاً من خلال مجالس الآباء والأمهات أو الزيارات المتوالية للمدرسة من قبل الآباء والأمهات ومتابعة سير أبناءهم الدراسي من فترة لأخرى فالزيارات المستمرة للمدرسة تعطي ولي الأمر تصوراً واضحاً عن إبنه في المدرسة ، ليس فقط فيما يتعلق بوضعه الدراسي ولكن أيضاً التعرف على سلوكياته ونشاطاته داخل المدرسة ، مما يتيح له ومن خلال التعاون مع المدرسة تعزيز السلوكيات الإيجابية والتصدي لكل ما يمكن أن يعود بالضرر على الفرد أو مجتمعه وتستطيع المؤسسات التعليمية بتعاونها مع الأسرة وقاية الأبناء من خطر الانحراف واقتراف الجرائم بتربيتهم على الفضائل والآداب الحسنة.


- للأسرة دور مهم ومميز في تهيئة الأبناء للمشاركة في كثير من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية وتمثيل المجتمع على المستويات الداخلية والخارجية لرفع اسم الوطن عالياً في المحافل الداخلية والخارجية عن طريق التشجيع وتوفير كل ما يحتاجه الأبناء ليسهموا في تمثيل وطنهم أصدق تمثيل ليردوا لمجتمعهم جزء يسير مما يقدمه أو يوفره لهم.
ـ توجيه الأبناء إلى مشاركة المجتمع في الأنشطة والحملات الوطنية التي تنظمها بعض مؤسسات المجتمع مثل (أسبوع الشجرة ، المرور ، النظافة ، الصحة ، السلامة ..الخ ) وغيرها لما تتضمنه من فوائد تعود على الفرد والأسرة والمجتمع وتحفظ مكتسبات الوطن وثرواته.


- تعتبر الأسرة جزء من مؤسسات المجتمع التي لا يمكن أن يستتب الأمن في المجتمع دون تعاونها مع أجهزة الشرطة وتستطيع الأسرة أن تقوم بدور شرطي المجتمع الأول ، من خلال متابعتها لمدى التزام ابناءها وتطبيقهم للوائح والأنظمة في المجتمع وتعويدهم على طاعة القوانين واحترامها والامتثال لأوامرها والتبليغ عن الحوادث والجرائم والمخالفات و المبادرة الى تقديم العون والمساعدة للجهات الأمنية عندما تطلبها والحرص على تقديم المعلومات المفيدة لرجال الأمن والإدلاء بالشهادة متى ما طلبت كما يجب على الاسرة تربية أبنائها على مبدأ هام جداً وهو أن رجال الشرطة يعملون من أجل أمن وسلامة المجتمع فلا يتأخرون في التعاون معهم باعتبار ذلك واجباً وطنياً على كل فرد من أفراد المجتمع الى جانب توعيتهم بالجوانب الأمنية المختلفة فينشأ الأبناء وهم على دراية وعلم بما يضبط السلوك والأفعال وعلى كيفية المساهمة في أمن المجتمع ورعايته فمن المعروف أن أجهزة الأمن بمفردها غير قادرة على مكافحة الجريمة ولابد من تعاون ومؤازرة مؤسسات المجتمع الأخرى بما فيها الأسرة.


5 - الدور الرقابي :


تعتبر هذه الوظيفة إمتداداً لوظيفة التنشية الاجتماعية والتي لا تتوقف ولا تتقيد بمرحلة عمرية معينة لضمان الانضباط والتقليل من التجاوزات قدر الإمكان والمتابعة هنا تعني ملاحظة سلوكيات الأبناء وتصرفاتهم من خلال المتابعة داخل وخارج الاسرة على النحو التالي:

المتابعة داخل المنزل:
يمكن للأسرة متابعة أبناءها داخل الأسرة من خلال ملاحظة علاقاتهم بعضهم ببعض داخل المنزل واذا ما كانت تتماشى مع الآداب والاخلاقيات والفضائل التي تربوا عليها حيث يجب أن يسود الحب والتعاون والصدق من خلال المواقف المختلفة داخل المنزل كما يجب على الأسرة ملاحظة مواضيع النقاش بين الأبناء وتوجيههم إلى المواضيع البناءه المفيدة وأن تشاركهم الحديث والنقاش فتستمع إليهم وتبدي رأيها بصراحة ووضوح .

ولعل الدور الأكبر في هذه المهمة يقع على الأب وبالأخص عندما يكون متعلماً ولديه دراية بكثير من المواضيع والأمـور التي تهم أبناءه وأسرته فيجب أن يكون الموجه الأول والقدوة المثلى للأبناء والا يلقى بالعبئ على كاهل الام والا يتعذر بالتزاماته خارج المنزل وضيق الوقت فالحوارالعائلي يوطد العلاقة بين الآباء والأبناء ويجعل الآباء هم المرجع الأول والأخير لأبناءهم والمصدر المهم لمعلوماتهم حول القضايا التي تهمهم كما يتيح للوالدين التعرف على اتجاهات ابنائهم ويساعدهم على توجيههم كما يجب على الوالدين ملاحظة انواع القراءات والكتب ومصادر الإطلاع التي يقضي معها الأبناء جزء من وقتهم وهنا أيضاً يأتي دور الأسرة كمرشد للأبناء حول ما يجب الإطلاع عليه ومتابعته من الكتب و المجلات وجميع أشكال النشر الأخرى وتساعدهم في اختيار المفيد منها حتى يستفيد الابن فكرياً ويستثمر وقته فيما يعود عليه بالنفع كما يجب على الأسرة أن تنشئ مكتبة منزلية تحوي العديد من الاصدارات القيمة و المفيدة والتي تشجع الأبناء على الإطلاع والقراءة واصطحابهم إلى معارض الكتب المحلية ومن الضروري أن تحتوي المكتبة الأسرية على كتب تتحدث عن الوطن ومنجزاته وما يتميز به .


المتابعة خارج المنزل :



من خلال معرفة من هم أصدقاء الأبناء ومع من يجتمعون خارج المنزل ومن أي النوعيات هم ومدى مناسبتهم للأبناء من حيث السن والمستوى الدراسي والفكري والاقتصادي والقرب المكاني والالتزام الأخلاقي والتعرف على أسرهم ، ودعوتهم إلى المنزل كما يجب معرفة الاماكن التي يرتادها الأبناء مع أصدقائهم سواءاً للنزهة أو الاجتماع أو المذاكرة وملاحظة الزمن الذي يقضيه الأبناء خارج البيت في هذه الأماكن وكذلك النشاطات التي يمارسونها ومحاسبتهم عند ملاحظة التقصير أو الانحراف ومنعهم من اللقاء بالأصدقاء الذين يلاحظ عليهم ما قد يؤثر سلباً على سلوكياتهم أو توجهاتهم كما يجب مناقشة الأبناء عند العودة إلى المنزل حول ما تم أداءه خارج المنزل ويجب أن يوجه الأباء الأبناء إلى عدم التذمر من المساءلة لأن هذا من أجل مصلحتهم . وبهذا تستطيع الأسرة أن تكون على صلة بالعالم الخارجي لأبنائها أولاً بأول وتكون قادرة على التدخل عندما ترى ما يخالف النهج الذي تسير عليه فتوقف مثل هذه العلاقات وتبعد الأبناء عن الشبهات.

الأحد، 2 نوفمبر 2014

اهمية الاسرة و مكانتها في الاسلام...


بسم الله الرحمن الرحيم



أ- أهمية الأسرة ومكانتها من خلال الزواج الشرعي دون غيره

اقتضت سنة الله تعالى في الخلق أن يكون قائماً على الزوجي،
فخلق الله تعالى من كل شيء زوجين، قال تعالى: 


( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) [الذاريات: 49]


كما أودع سبحانه وتعالى ميلاً فطرياً بين زوجي كل جنس، 
فكل ذكر يميل إلى أنثاه، والعكس، وذلك لتكاثر المخلوقات واستمرار الحياة على وجه الأرض، 
وجعل سبحانه ميل الذكر إلى الأنثى والأنثى إلى الرجل مختلفاً عن باقي الكائنات،
فالميل عند الإنسان غير مقيد بوقت ولا متناه عند حد الوظيفة الجنسية،
وذلك لاختلاف طبيعة الإنسان عن طبيعة الحيوان، فالصلة القلبية والتعلق الروحي عند الإنسان، 
لا يقفان عند قضاء المأرب فحسب، بل يستمران مدى الحياة.
ولما كان الإنسان مكرماً مفضلاً عند خالقه_ عز و جل _ على كثير ممن خلق،
فقد جعل تحقيق هذا الميل واتصال الرجل بالمرأة عن طريق الزواج الشرعي فقط
، و لهذا خلق الله آدم عليه السلام وخلق منه حواء،
ثم أسكنها الجنة فقال تعالى :
(هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها) [الأعراف: 189]
وقال تعالى: ( وقلنا يــا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) [البقرة: 35]


وهكذا كانت أول أسرة في تاريخ البشرية هي أسرة آدم عليه السلام،
ثم تكاثرت الأسر وانتشرت إلى ما نراه اليوم، مصداقاً لقوله تعالى:
(وجعلنكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) [الحجرات: 13]
لقد عني الإسلام بالأسرة فأحاطها بسياج من العناية والرعاية, وحرص على استمرارها قوية متمسكة,
وما ذلك إلا لمكانة الأسرة وأهميتها، فما مكانة الأسرة في الإسلام؟



تبرز أهمية الأسرة ومكانتها من خلال ما يأتي:

1-تحقق النمو الجسدي والعاطفي, وذلك بإشباع النزعات الفطرية والميول والغريزية،
وتلبية المطالب النفسية والروحية والجسدية باعتدال ووسطي.


2-تحقيق السكن النفسي والطمأنينة قال تعالى
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) [الروم: 21]


3-الأسرة هي الطريق الوحيد لإنجاب الأولاد الشرعيين، وتربيتهم،
وتحقيق عاطفة الأبوة والبنوّة، وحفظ الأنساب.


4-تعد الأسرة مؤسسة للتدريب على تحمل المسؤوليات، وإبراز الطاقات،
إذ يحاول كل من الزوجين بذل الوسع للقيام بواجباته، واثبات جدارتها لتحقيق سعادة الأسرة


5-تعد الأسرة هي اللبنة لبناء المجتمع، فالمجتمع يتكون من مجموع الأسر.


أما اتصال الرجل بالمرأة عن طريق غير مشروع 
فهو اتصال لا يليق بكرامة الإنسان،
كما أنه وغن حقق هذا الاتصال الشهوة العابرة المشبوهة بالحسرة والندامة،
إلا أنه لا يحقق بحال من الأحوال السكن والهدوء والاستقرار، 
كما أنه لم يكن من مقاصده تحمل المسؤوليات، وإنجاب المواليد،
وإن جاء مولود فهو سقط، أو لقيط طريد، وهكذا يكون مثل هذا الاتصال بين الذكر والأنثى،
مصدر شقاء وتعاسة، وأشباح شريرة تطارد الفاعلين له،
فهم لا يشعرون بسعادة ولا استقرار ما داموا على هذه الحال،
ويبقى الزواج الشرعي أساس تكون الأسرة وسر سعادتها وبقائها، 
وبالتالي سعادة المجتمع واستقراره




استحباب النكاح واهميته:





النكاح هو الوسيلة الوحيدة لتشكيل الاُسرة ،

وهو الارتباط المشروع بين الرجل والمرأة ، 
وهو طريق التناسل والحفاظ على الجنس البشري من الانقراض ،
وهو باب التواصل وسبب الأُلفة والمحبة ، والمعونة على العفّة والفضيلة ، 
فبه يتحصّن الجنسان من جميع ألوان الاضطراب النفسي ، والانحراف الجنسي ،
ومن هنا كان استحبابه استحباباً مؤكدّاً ، قال تعالى : 
( وأنكحوا الأيامى مِنكُم والصالِحينَ من عِبادِكُم وإمائِكُم إن يكونُوا فُقراء يُغنِهم اللهُ مِن فَضلهِ واللهُ واسعٌ عليمٌ ).






ووردت روايات عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام تؤكد هذا الاستحباب ،


قال أمير المؤمنين عليه السلام :
« تزوجوا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :

من أحبَّ أن يتبع سنتي فإنَّ من سنتي التزويج » .




وللزواج تأثيرات إيجابية على الرجل والمرأة وعلى المجتمع 

، فهو الوسيلة للانجاب وتكثير النسل ،
قال صلى الله عليه وآله وسلم :

« تناكحوا تكثّروا ، فإنّي أُباهي بكم الاُمم ، حتى بالسقط » .





وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
« ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً ، لعلَّ الله أن يرزقه نسمة ،

تثقل الأرض بلا إله إلاّ الله » .





وهو ضمان لاحراز نصف الدين ، 

لأنّه الحصن الواقي من جميع ألوان الانحراف والاضطراب العقلي والنفسي والعاطفي 
، فهو يقي الإنسان من الرذيلة والخطيئة ، ويخلق أجواء الاستقرار في العقل والقلب والارادة ، 
لينطلق الإنسان متعالياً عن قيود الأهواء والشهوات التي تكبّله وتشغله عن أداء دوره في الحياة وفي ارتقائه الروحي واسهامه في تحقيق الهدف الذي خُلق من أجله ، 
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : 
« من تزوج أحرز نصف دينه ، فليتق الله في النصف الباقي » .






وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : 

« ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما الأعزب » .




وعليه فإنّ استحباب النكاح موضع اتفاق بين المسلمين .




ولأهمية النكاح جعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المرتبة الثانية من مراتب الفوائد المعنوية ،

حيث قال :
« ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها ،

وتطيعه إذا أمرها ، 
وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله » .




وهو باب من أبواب الرزق بأسبابه الطبيعية المقرونة بالرعاية الالهية ،

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « اتخذوا الأهل ، فإنّه أرزق لكم » 




حكم الإسلام بكراهية العزوبة ؛

لأنّها تؤدي إلى خلق الاضطراب العقلي والنفسي والسلوكي
الناجم عن كبت الرغبات وقمع المشاعر ، 

وتعطيل الحاجات الأساسية في الإنسان ، 
سيّما الحاجة إلى الاشباع العاطفي والجنسي ،
والعزوبة تعطيل لسنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال :

« من سنتي التزويج ، فمن رغب عن سنتي فليس مني » .




وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ أراذل موتاكم العزاب » 

، وفي رواية : « شرار موتاكم العزاب » .




وقد أثبت الواقع أن العزاب أكثر عرضةً للانحراف من المتزوجين ،

فالمتزوج اضافة إلى إشباع حاجاته الأساسية ،
فإنّ ارتباطه بزوجة وأُسرة يقيّده بقيود تمنعه عن كثير من الممارسات السلبية ،
حفاظاً على سمعة أُسرته وسلامتها ،
مما يجعله أكثر صلاحاً وأداءً لمسؤوليته الفردية والاجتماعية .