الأحد، 2 نوفمبر 2014

اهمية الاسرة و مكانتها في الاسلام...


بسم الله الرحمن الرحيم



أ- أهمية الأسرة ومكانتها من خلال الزواج الشرعي دون غيره

اقتضت سنة الله تعالى في الخلق أن يكون قائماً على الزوجي،
فخلق الله تعالى من كل شيء زوجين، قال تعالى: 


( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) [الذاريات: 49]


كما أودع سبحانه وتعالى ميلاً فطرياً بين زوجي كل جنس، 
فكل ذكر يميل إلى أنثاه، والعكس، وذلك لتكاثر المخلوقات واستمرار الحياة على وجه الأرض، 
وجعل سبحانه ميل الذكر إلى الأنثى والأنثى إلى الرجل مختلفاً عن باقي الكائنات،
فالميل عند الإنسان غير مقيد بوقت ولا متناه عند حد الوظيفة الجنسية،
وذلك لاختلاف طبيعة الإنسان عن طبيعة الحيوان، فالصلة القلبية والتعلق الروحي عند الإنسان، 
لا يقفان عند قضاء المأرب فحسب، بل يستمران مدى الحياة.
ولما كان الإنسان مكرماً مفضلاً عند خالقه_ عز و جل _ على كثير ممن خلق،
فقد جعل تحقيق هذا الميل واتصال الرجل بالمرأة عن طريق الزواج الشرعي فقط
، و لهذا خلق الله آدم عليه السلام وخلق منه حواء،
ثم أسكنها الجنة فقال تعالى :
(هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها) [الأعراف: 189]
وقال تعالى: ( وقلنا يــا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) [البقرة: 35]


وهكذا كانت أول أسرة في تاريخ البشرية هي أسرة آدم عليه السلام،
ثم تكاثرت الأسر وانتشرت إلى ما نراه اليوم، مصداقاً لقوله تعالى:
(وجعلنكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) [الحجرات: 13]
لقد عني الإسلام بالأسرة فأحاطها بسياج من العناية والرعاية, وحرص على استمرارها قوية متمسكة,
وما ذلك إلا لمكانة الأسرة وأهميتها، فما مكانة الأسرة في الإسلام؟



تبرز أهمية الأسرة ومكانتها من خلال ما يأتي:

1-تحقق النمو الجسدي والعاطفي, وذلك بإشباع النزعات الفطرية والميول والغريزية،
وتلبية المطالب النفسية والروحية والجسدية باعتدال ووسطي.


2-تحقيق السكن النفسي والطمأنينة قال تعالى
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) [الروم: 21]


3-الأسرة هي الطريق الوحيد لإنجاب الأولاد الشرعيين، وتربيتهم،
وتحقيق عاطفة الأبوة والبنوّة، وحفظ الأنساب.


4-تعد الأسرة مؤسسة للتدريب على تحمل المسؤوليات، وإبراز الطاقات،
إذ يحاول كل من الزوجين بذل الوسع للقيام بواجباته، واثبات جدارتها لتحقيق سعادة الأسرة


5-تعد الأسرة هي اللبنة لبناء المجتمع، فالمجتمع يتكون من مجموع الأسر.


أما اتصال الرجل بالمرأة عن طريق غير مشروع 
فهو اتصال لا يليق بكرامة الإنسان،
كما أنه وغن حقق هذا الاتصال الشهوة العابرة المشبوهة بالحسرة والندامة،
إلا أنه لا يحقق بحال من الأحوال السكن والهدوء والاستقرار، 
كما أنه لم يكن من مقاصده تحمل المسؤوليات، وإنجاب المواليد،
وإن جاء مولود فهو سقط، أو لقيط طريد، وهكذا يكون مثل هذا الاتصال بين الذكر والأنثى،
مصدر شقاء وتعاسة، وأشباح شريرة تطارد الفاعلين له،
فهم لا يشعرون بسعادة ولا استقرار ما داموا على هذه الحال،
ويبقى الزواج الشرعي أساس تكون الأسرة وسر سعادتها وبقائها، 
وبالتالي سعادة المجتمع واستقراره




استحباب النكاح واهميته:





النكاح هو الوسيلة الوحيدة لتشكيل الاُسرة ،

وهو الارتباط المشروع بين الرجل والمرأة ، 
وهو طريق التناسل والحفاظ على الجنس البشري من الانقراض ،
وهو باب التواصل وسبب الأُلفة والمحبة ، والمعونة على العفّة والفضيلة ، 
فبه يتحصّن الجنسان من جميع ألوان الاضطراب النفسي ، والانحراف الجنسي ،
ومن هنا كان استحبابه استحباباً مؤكدّاً ، قال تعالى : 
( وأنكحوا الأيامى مِنكُم والصالِحينَ من عِبادِكُم وإمائِكُم إن يكونُوا فُقراء يُغنِهم اللهُ مِن فَضلهِ واللهُ واسعٌ عليمٌ ).






ووردت روايات عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام تؤكد هذا الاستحباب ،


قال أمير المؤمنين عليه السلام :
« تزوجوا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :

من أحبَّ أن يتبع سنتي فإنَّ من سنتي التزويج » .




وللزواج تأثيرات إيجابية على الرجل والمرأة وعلى المجتمع 

، فهو الوسيلة للانجاب وتكثير النسل ،
قال صلى الله عليه وآله وسلم :

« تناكحوا تكثّروا ، فإنّي أُباهي بكم الاُمم ، حتى بالسقط » .





وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
« ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً ، لعلَّ الله أن يرزقه نسمة ،

تثقل الأرض بلا إله إلاّ الله » .





وهو ضمان لاحراز نصف الدين ، 

لأنّه الحصن الواقي من جميع ألوان الانحراف والاضطراب العقلي والنفسي والعاطفي 
، فهو يقي الإنسان من الرذيلة والخطيئة ، ويخلق أجواء الاستقرار في العقل والقلب والارادة ، 
لينطلق الإنسان متعالياً عن قيود الأهواء والشهوات التي تكبّله وتشغله عن أداء دوره في الحياة وفي ارتقائه الروحي واسهامه في تحقيق الهدف الذي خُلق من أجله ، 
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : 
« من تزوج أحرز نصف دينه ، فليتق الله في النصف الباقي » .






وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : 

« ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما الأعزب » .




وعليه فإنّ استحباب النكاح موضع اتفاق بين المسلمين .




ولأهمية النكاح جعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المرتبة الثانية من مراتب الفوائد المعنوية ،

حيث قال :
« ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها ،

وتطيعه إذا أمرها ، 
وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله » .




وهو باب من أبواب الرزق بأسبابه الطبيعية المقرونة بالرعاية الالهية ،

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « اتخذوا الأهل ، فإنّه أرزق لكم » 




حكم الإسلام بكراهية العزوبة ؛

لأنّها تؤدي إلى خلق الاضطراب العقلي والنفسي والسلوكي
الناجم عن كبت الرغبات وقمع المشاعر ، 

وتعطيل الحاجات الأساسية في الإنسان ، 
سيّما الحاجة إلى الاشباع العاطفي والجنسي ،
والعزوبة تعطيل لسنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال :

« من سنتي التزويج ، فمن رغب عن سنتي فليس مني » .




وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ أراذل موتاكم العزاب » 

، وفي رواية : « شرار موتاكم العزاب » .




وقد أثبت الواقع أن العزاب أكثر عرضةً للانحراف من المتزوجين ،

فالمتزوج اضافة إلى إشباع حاجاته الأساسية ،
فإنّ ارتباطه بزوجة وأُسرة يقيّده بقيود تمنعه عن كثير من الممارسات السلبية ،
حفاظاً على سمعة أُسرته وسلامتها ،
مما يجعله أكثر صلاحاً وأداءً لمسؤوليته الفردية والاجتماعية . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق