الأحد، 30 نوفمبر 2014

العنف الاسري..الأسباب..الآثار..الحلول +(عرض تقديمي)

            «العنف الأسري» الأسباب.. الآثار.. الحلول




مقال-خالد الدوس-الجزيرة

* لقد خلق الله تعالى آدم وخلق حواء من نفس واحدة، وجعل أول مسكن أسري وبيت زوجي لهما (الجنة), ثم شاء الله تعالى وبعد صراع وغواية من الشيطان أن يهبطهما إلى الأرض حتى يعمّراها وبنوهم بالعدل والخير، وقد رعاهم الله بالرسلات السماوية عبر الأزمان, وبدعوة الأنبياء قامت في المجتمعات الإنسانية حتى ختامها القرآن الكريم وبدعوة خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام. ولقد انحرفت البشرية عبر العصور في معظمها من عدالة السماء وأوقعت كثيراً من الظلم على مجتمعاتها، وكان من أبشع الظلم هو (العنف المنزلي) أو الاجتماعي أو الأسري.
* ويعد العنف الأسري ظاهرة اجتماعية نفسيه تعاني منها كل المجتمعات؛ سواء المتقدمة أو المجتمعات النامية، وتعتبر هذه الظاهرة المستفحلة في مجتمعنا السعودي على وجه التحديد نتاجاً لما اعتبر وظيفة التنشئة الاجتماعية في النظام الأسري من تحولات وتغيرات لذلك يعتبرها الباحثون والمختصون قياساً لفشل عملية التنشئة الاجتماعية تمثل حجر الأولوية في البناء الأسري. ولعل العنف والاعتداء على الآخرين من الأشياء التي حظيت باهتمام علماء الدين والاجتماع والتربية والنفس.. فقد حرصت الشريعة الإسلامية على ترسيخ مبادئ القيم الأخلاقية والشيم التربوية في نفوس المسلمين, يقول عليه الصلاة والسلام (إن الله رفيق ويحب الرفق في الأمر كله). وقبل أن تتناول أسباب وآثأر وحلول هذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة نود تعريف العنف الأسري من منظور علماء الاجتماع، وهو يمثل سلوكا قاهرا عنيفا ضد المعتدي عليه كان أن تكون الزوجة ضحية الزوج أو الأطفال, فإذا يقصد بالعنف الأسري «ما يحدث من إساءة داخل المحيط الأسري بأي شكل من إشكال العنف سواء لفظي أو جسدي أو نفسي أو اجتماعي أو اقتصادي نحو طرف آخر من أطراف الأسرة».
ومن أسباب انتشار هذه الظاهرة المجتمعية (العنف الأسري):
أولاً: العوامل الذاتية يعتبر مجتمعنا السعودي مجمعاً ذكورياً يشجع الإعمال الذكورية التي يميزها العنف في بعض أفعالها, فالكثير من الأشياء تغرس في نفوسهم منذ الصغر أي أن الرجل العنيف الذي لا يخنع لزوجته.
ثانياً: العوامل الاجتماعية لتركيبة الأسرة بالمجتمع السعودي دور كبير في تفشي ظاهرة العنف الأسري في الماضي القريب؛ حيث كان نظام الأسرة الممتد أو المركبة هو شائع بالمملكة؛ حيث نظم هذه الأسرة الأجداد والآباء والأبناء، ولكن بدأ يتلاشى وتحولت معظم الأسر إلى نظام الأسرة النووية المشتملة على الأبوين ومن يعولون من الأبناء، كان لنظام الأسرة المركبة دور مهم في التصدي للعنف الأسري نظرا لان السلطة تكون منها للأكبر سناً.
ثالثاً: العوامل الاقتصادية ساهمت العوامل الاقتصادية في تفشي العنف الأسري بالمجتمع كالفقر والبطالة فضلا عن انتشار مظاهر الحياة المادية في كافة المدن نتج عن هذا التحول العولمة التي اجتاحت العالم واجهت بعض الأسر غير قادرة على مجاراة هذا التحول فأصبح الفقر والعجز المادي، ومن الأسباب.. غياب احترام حقوق الأفراد في الأسرة لعدم وجود نظام قانوني يوفر الحماية الكافية لعلاقة إفراد العائلة.
وحول الآثار.. لا شك أن ظاهرة العنف الأسري لها آثار سلبية تلقي بظلالها على المجتمع (اجتماعياً واقتصادياً وصحياً وأمنياً).. فمن الآثار الاجتماعية حدوث الطلاق وتشتت الأبناء وانحراف الأحداث ومعاقرة المخدرات وشرب المسكر ومن الآثار السلبية النفسية.. إصابة احد أفراد الأسرة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية والكرب والضغوط النفسية والتوتر الذي ربما يؤدي إلى الانتحار, ومن الآثار الصحية الإصابات الجسدية والعاهات وأمراض الضغط والسكر والقولون.. إلخ، ومن الآثار الأمنية.. انتشار سلوك الجريمة والسرقات والاغتصاب وجنوح الأحداث كنتيجة حتمية لما اعترى جدران الأسرة من تصدعات رهيبة بسبب العنف الأسري ومن الآثار أيضا تمزق الروابط الاجتماعية وتدمير العلاقات الأسرية، وبالتالي تهديد كيان المجتمع بأسره إذا استقلت هذه الظاهرة توسعت آثارها وامتدت مخاطرها.
الحلول التي أقترحها للحد من قضايا العنف الأسري بالمجتمع السعودي ما يلي :
* للإعلام ومكوناته.. دور مهم في توجيه السلوكيات وتقويمها ويبرز دور هذا النسق في :
« تخصيص قنوات إعلامية تساعد الأسرة في تخطي العنف الأسري وإرهاصاته.
« الاستفادة من الفواصل الإعلانية لبث رسائل توعوية وتنويرية حول مخاطر وآثار هذا الداء الخطير على وعي وسلوك الأسرة.
« نشر الثقافة الأسرية حول احترام الجنس الآخر مع تعريف الرجل بحقوق المرأة وتكريس الاحترام المتبادل, وإشاعة لغة الحوار الأسري.
« تدريب الأسرة على كيفية مواجهة المشكلات مع توعية الأمهات بضرورة مراعاة المراحل العمرية للطفل من خلال البرامج الموجهة.
« ومن الحلول أيضا:
* قيام المؤسسات الدينية بدور فاعل في تكريس مفهوم الوعظ والإرشاد من خلال خطب الجمعة والاستفادة من الانفتاح الإعلامي والاتصالي؛ فهذا لا شك عامل هام لحماية مكونات المجتمع الأسرية من إرهاصات العنف الأسري.
* فتح مكاتب استشارية أسريه (نفسية واجتماعية) في الأحياء كما يحدث في الدول المتقدمة.
* وضع خطة إستراتيجية وطنية متكاملة مكونة من الجهات المعنية لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة بمشاركة أكاديمية من المؤسسات التعليمية.
* نشر الوعي الأسري وأهمية التوافق والتفاهم بين الوالدين وأهمية دورها في قيام الأسرة وسلامتها وكذلك استخدام أساليب التنشئة الاجتماعية السلمية ومضامينها المناسبة.
*تقديم ندوات علمية ومحاضرات ثقافية وورش عمل من الجهات المدنية المعنية تبين مخاطر العنف المنزلي وانعكاسه على البناء الاسري

* قيام المؤسسات التعليمية بمختلف وسائلها وقنواتها بدور التوعية والإرشاد عبر المناهج الدراسية والبرامج الثقافية والإذاعية.. لتوضيح الآثار السلبية من جراء انتشار هذه القضية المستفحلة كإحدى المشكلات والأمراض الاجتماعية وأثارها على التنمية الوطنية.

مقتبس :http://www.al-jazirah.com/2014/20140218/rj3.htm



العرض:
https://drive.google.com/open?id=0Bx8wnCGPqzXyY255dVg5U3laVjg&authuser=0

ست خطوات ذهبية لحوار ناجح بين الزوجين


ست خطوات ذهبية لحوار هادئ ناجح بين الزوجين


يذكر لنا الأستاذ جاسم المطوع ست نقاط ذهبية يمكن الاستفادة منها لإدارة حوار ناجح بين الزوجين كما يلي:لكي يتهيأ الزوجان للمصارحة ندرج لهما ست خطوات باتباعها تصبح المصارحة بها سهلة ومقبولة:






1- التمييز بين الخطأ والإنسان:إذا رسب أحد الأبناء في مادة الرياضيات مثلاً فلا يحق لأبيه أو أمه – أن يسبه في شخصه كأن يقول له: إنك لا تفهم.. أو غبي، فهنا يهاجم الشخص نفسه بتجريح وإهانة .. ولا يحاول تقويم الخطأ في نفسه، فهذا يحدث أثراً عكسياً. 

2- الموضوعية:يجب على أحد الزوجين ألاّ يخلط بين ما حدث في الوقت الحاضر والزمن الماضي، كأن يحدث خطأ بسيط من زوجته فينهال عليها لوماً، بأنها ومنذ زمن حدث كذا وكذا، وينسى أن ينصح للخطأ نفسه فقط. 


3- اختيار الكلمات: الأسلوب أو انتقاء الكلمات سلاح ذو حدين؛ فهو إما أن يزيد المشكلة اشتعالاً أو يقضي على الخلاف قبل تفاقمه.إذن فالوضوح مطلوب وتجنب الغموض أيضاً مطلوب في المصارحةفعلى الزوجين ألاّ يحوّرا الكلمات، ولكن يحدّدان نطقهما فهو أجدى للمصارحة.


4- اختيار الأسلوب الهادئ المباشر:الصوت مهم في المصارحة أي الأفضل أن يكون هادئاًلأن ارتفاع الصوت يظهر الغضب، ويقطع الحوار، وكذلك إشارات الأيدي بانفعال.



5- التجزئة في المصارحة:كأن يجلس الزوجان معاً، فتسأل الزوجة عن عيوبها فلا يصارحها بجميعها مرة واحدةولكن الأفضل أن تكون مجزّأة أى كل شهر يقول واحدة.. وهكذا حتى لا تكون صعبة.


6- اختيار الوقت المناسب:أنسب وقت للمصارحة متى كان الطرفان هادئين وإذا كان أحدهما متوتراً .. فلن تكون هناك مصارحة .


و للمزيد من المعلومات الرجاء متابعة هذا الموضوع من موقع صيد الفوائد:
http://www.saaid.net/mktarat/alzawaj/266.htm 

السبت، 29 نوفمبر 2014

الطلاق و تأثيره على الاطفال

الطلاق.. وتأثيره على الأطفال
يكونون أكثر عرضة للمشاكل السلوكية والأمراض النفسية وأقل فهما للذات
د. ايمان حسين شريف
طفل يبلغ ثلاثة عشر عاما، انفصل والداه وهو ابن سنتين، وبعد الطلاق بفترة وجيزة تزوجت الأم من رجل آخر وتركته في بيت جديه وعمره آنذاك عشر سنوات. بعد مرور سنة على زواج الأم، ظهرت على الطفل اضطرابات جلدية (اكزيما)، ولم يتماثل للشفاء رغم خضوعه للعلاج بالأدوية لفترة تجاوزت ستة أشهر، وقد لاحظ المشرفون أن فشل العلاج يعود إلى تلذذ الطفل بحك المناطق المصابة، لكنه تحسن بالعلاج النفسي. وكان الطفل يتميز بشراهة مرضية عند تناول الأغذية (بوليميا)، وقد علق الطفل على هذا الاضطراب بقوله: إن كثرة الأكل تملأ بطني وتشعرني بالسعادة.* مقتطف من بحث بعنوان «الحرمان العاطفي وعلاقته بالاضطرابات النفسية العضوية لدى أطفال الطلاق» بجامعة محمد الخامس بالمغرب.
* الطلاق تجربة قاسية ومريرة للوالدين، لأنه يعني إنهاء العلاقة الزوجية. ومما يؤسف له ان آثار الطلاق على الاطفال عادة لا تؤخذ في الحسبان، وكثيرا ما نعتقد ان الاطفال سيقبلون بالأمر الواقع من دون التفكير في مشاعرهم او ما يترتب على نفسياتهم. في الواقع ان اثر انفصال والديهم صعب وقاس جدا عليهم مهما بلغ عمر الطفل، خصوصا اذا كان هنالك كثير من الشد والجذب خلال الفترة التي تسبق الطلاق في العلاقة بين الوالدين. وخلافا للبالغين، فالطلاق يؤثر في الاطفال بكل مرحلة من مراحل حياتهم بدءا من فترة الرضاعة، وحقيقة ان يصبح احد الوالدين في عداد المفقودين، لا تنسى بسهولة. ارتفعت معدلات الطلاق بصورة مفزعة في جميع انحاء العالم، وأصبح هو القاعدة خاصة خلال السنوات الاولى من الزواج. ووفقا للمركز الوطني الاميركي للاحصاءات الصحية، فان الطلاق يؤثر في حوالي 1.5 مليون طفل اميركي كل عام. اما في بريطانيا، فتشير الكلية الملكية للاطباء النفسيين أن ما يقارب نصف الاطفال ببريطانيا يعانون من تبعات طلاق آأبائهم. وفي عام 2001 كان هنالك حوالي 147 الف طفل اباؤهم مطلقون وربع هذا العدد هم تحت الخامسة من العمر. أما بالنسبة الى العالم العربي فمعدلات الطلاق ارتفعت الى ارقام قياسية، ففي المملكة العربية السعودية تحدث يوميا حوالي 22 حالة طلاق في المتوسط، مع نسبة تتراوح بين 20-30%، بينما في دولة الامارات العربية المتحدة يرتفع المعدل الى 46%. ووفقا للاحصاءات في مصر فهنالك ما يقرب من 290 الف حاله طلاق سنويا اي اكثر من 700 حالة يوميا.
* تأثير الطلاق في الأطفال
* كيف يؤثر الطلاق في اطفالك؟
* عندما يتخذ الآباء قرار الطلاق، فهنالك حتما سبب قوي جدا من وجه نظرهم، فالطلاق ابغض الحلال. ولكن الطلاق له تبعات ضخمة على الاسرة سواء من الناحية الأسرية أو الاقتصادية، وكثيرا ما يكون الاطفال أكثر المتضررين. فالطلاق سيؤدي الى تغيير حياتهم، مع تغيير في الروتين والعادات التي اعتادوا عليها كما يتنقل الاطفال بين منزلين فلا يشعرون بالاستقرار. كل هذه التغييرات تجعل من الصعب على الاطفال التكيف وقبول الوضع الجديد. ووفقا للكلية الملكية للاطباء النفسيين في بريطانيا، قد يتأثر الاطفال بالآتي: - الاحساس بالفقد، الانفصال عن الوالدين لا يعني فقدان المنزل بل فقدان الحياة بأكملها.
- شعور بالغربة، وعدم الانسجام مع الأسرة الجديدة اذا تزوج احد الوالدين. - الشعور بالخوف من ان يترك وحيدا، اذا ذهب احد الوالدين فربما يذهب الآخر ايضا. - الشعور بالغضب من احد الابوين او كليهما بسبب الانفصال. - الاحساس بالذنب والمسؤولية فى انفصال والديه - الشعور بعدم الامان والغضب والرفض - الشعور بالتشتت بين الاب والام.
* رد فعل الطفل
* كيف يكون رد فعل الطفل؟ حتما سيتأثر الطفل بالطلاق ولكن رد فعله وقوته، تعتمدان على عمره ومدى استيعابه والظروف التي صاحبت الانفصال. > في عمر 2-5 سنوات: عادة ما يظهر الطفل علامات سلوك تراجعية، او العودة الى مرحلة نمو سابقة، مثل تبليل الفراش اثناء الليل، أو المعاناة من الكوابيس وقلق النوم. فقد يشعر الطفل بالتشتت، او يكون سريع الانفعال. > وفي عمر 6-9 سنوات: يكون الطفل اكثر عرضة، لانه لا يزال غير ناضج لفهم ما يجري، ولكنه في الوقت نفسه قادر على أن يدرك أن شيئا سيئا يحدث. انه ما زال يعتمد على والديه وقد لا يجد من السهل التعبير عن مشاعره. لذلك من المحتمل أن يعبر الطفل عن احاسيسه بالغضب، أو بالتأثير في أداء دروسه المدرسية أو عدم التركيز. > وفي عمر 9-13 سنة: قد يكون للطفل أصدقاؤه او قد يكون اكثر استقلالا عن والديه. الا انه ما زال بحاجة الى التعبير عن مشاعره، والا فانه قد يعاني من الاكتئاب وضعف الاداء في دراسته. كما انها فترة حرجة بالنسبة له لأنه مقبل على فترة المراهقة مما تجعله اكثر عرضة للأذى. أما رد فعل المراهقين فيكون قويا عادة من خلال السعي الى التصرف بطريقة خاطئة لجذب الاهتمام أو الإعراب عن غضبهم عن طريق تصرفات وسلوكيات غير مرغوب فيها.
* مساعدة الآباء لأطفالهم
* ما الذي يمكن ان يفعله الآباء لمساعدة طفلهم؟ لا توجد طريقة بإلا يتأثر طفلك بالطلاق، فأثره على طفلك سيبقي دائما، ولذلك من الافضل وضع المشاكل والمناقشات الحادة جانبا، خصوصا عند التعامل مع الطفل؟ الوالد الآخر ما زال ابا او ام الطفل، فلا تنسي ذلك. دور والد للطفل طمأنته واعطاؤه الشعور بالأمان. تحدث اليه بقلب مفتوح، واسمع الى ما سيقوله. مهما كانت مشاكل الزواج تذكر ان الله قد حباكم طفلا جميلا، فلا تكن سببا في تعاسة هذا الطفل.
ووفقا للدكتور دب هنتلي، استاذ علم النفس في جامعة اركوزي الاميركية، في مينيسوتا فان الابحاث تشير الى أن الاطفال الذين يمرون بتجربة طلاق والديهم اكثر عرضة للمشاكل السلوكية، وأكثر عرضة للامراض النفسية، وصعوبة في التحصيل الأكاديمي، وكثير من الصعوبات الاجتماعية، واقل فهما للذات من الاطفال من اسر مترابطة <
* 5 أخطاء يرتكبها الوالدان خلال الطلاق
* التشاجر أو اظهار الغضب امام اطفالهما
* نسيان مشاعر واحتياجات الاطفال اثناء وبعد الطلاق
* اشراك الاطفال في الخلافات او اسباب الطلاق
* التحدث بصورة سلبية عن الطرف الآخر امام الاطفال
* وضع الاطفال في موقف يجبرهم على الانحياز لاحد الطرفين
* 10 اقتراحات ربما تساعد طفلك عند حدوث الطلاق 1 ـ تحدث مع طفلك بكل صراحة. طفلك ليس فقط بحاجة لمعرفة ما يجري، ولكنه يحتاج الى ان يشعر بانه قادر على طرح الاسئلة. 2 ـ أكد له بانه سيظل محبوبا من كلا الوالدين.
3 ـ اقتطع جزءا من وقتك، لتقضيه مع طفلك. 4 ـ اهتم بوجهة نظر طفلك، ولكن وضح له ان الآباء والأمهات هم الذين يتخذون القرارات. 5 ـ ابق على الانشطه والاعمال الروتينية المعتادة، مثل رؤية الاصدقاء واللقاءات الاسرية. 6 ـ حاول التقليل من التغييرات ما امكن. سيساعد ذلك طفلك على ان يشعر، رغم الصعوبات، ان والديه لا يزالان يحبانه وان الحياة يمكن ان تكون طبيعية. 7 ـ على الوالدين ان يعملا معا لتسهيل الامور على الطفل. 8 ـ ابقِ اطفالك بعيدا عن الصراعات. 9 ـ حاول شرح التطورات لطفلك بصورة مبسطة اولا باول، وهيئه قبل وقوع الطلاق. 10 ـ راقب طفلك جيدا، ولاحظ اي تغييرات في سلوكه، فهي علامات القلق، اطلب المساعدة اذا لزم الامر.

التعامل مع المراهق...

أغلب مشكلات المراهقة بين الأم والأب وبين الإبن تكون مرتبطة بشكل أو بآخر بتلك الأمور العشرة:

١- المسئولية

ربما ترين ابنك مهما كبر صغير. والحقيقة أنه ليس كذلك، والمراهق على الأخص يرى ويدرك أنه كبير الآن، كبير بما يكفي ليتحمل مسئولية نفسه في كثير من الأمور. كوني ذكية واسمحي له بتحمل مسئوليات يمكنه تحملها، واسأليه عنها. من ناحية سوف يقدر لك ثقتك فيه، ومن ناحية أخرى، سوف يتعلم كيف يتحمل المسئولية.

٢- الإحترام

عاملي ابنك باحترام، يعاملك باحترام. عاملي الجميع باحترام، تُعلمي ابنك أن يتعامل باحترام مع الجميع أيضا. قواعد سهلة وبسيطة ومريحة.. فقط تمسكي بها. لا تسمحي لنفسك أن تسبي ابنك أو تنفعلي عليه، أو تحرجيه أمام الآخرين.

٣- حدود واضحة

ما الذي يخلق الصراع بين الأباء والأبناء؟ إما أن تكون الحدود والقواعد ظالمة أو أن تكون غير واضحة. يجب أن تكوني محددة وصريحة عندما تضعين القواعد بحيث لا تقبل معنيين ولا تسمح لحدوث سوء فهم. تذكري أن المراهقين أذكياء جدا في إيجاد منافذ في تلك القواعد!

٤- التغير

كبر ابنك.. تغير. وسوف يتغير أكثر وأكثر، وكل شهر يمر يتغير، ويتبدل، ويفكر في مليون شىء، ويرغب في تعلم ألف شىء، ويترك ألف شىء. عليك أن تتقبلي فكرة التغير حتى تستطيعين التعامل معها وتصبحين أما رائعة لمراهق رائع.

٥- تأثير الآخرين

لست وحدك تربين ابنك وتؤثرين فيه. هناك أصدقاءه، ومدرسته، والشارع، والتلفزيون، والإنترنت... لا أقول لك احبسي ابنك وامنعيه من كل هذا. على العكس، تقبلي هذه الحقيقة وتعاملي معها، احميه حقا بأن تكوني منفتحة على كل ما يتأثر به ابنك. وإذا كنت ترفضين شىء عليك التعامل بحذر وذكاء.. المنع ليس حلا، وبالتأكيد ليس لإبن في مرحلة المراهقة.

٦- الأصدقاء

الصداقة مهمة في حياة المراهقين. ذلك لأن المراهق يهمه جدا أن يكون مقبولا من أصدقاءه وبالتالي يتأثر بهم حتى ينال إعجابهم. ربي ابنك منذ صغره على الاستقلال والثقة بالنفس حتى يكون واعيا عندما يتعامل مع أصدقاءه ويستطيع أن يقول بسهولة "لا"، وحتى يقتصر الأمر على صداقة جيدة تثري وقته وعقله ولا تغير فيه للأسوأ.

٧- الثقة

أعرف أن الثقة قد تختلف درجتها من ابن لآخر، حسب ما ترى الأم من اندفاع وتهور من إبن، أو تعقل وحرص من إبن آخر. ولكن ابدأي بالثقة أولا، ثقي بإبنك واحرصي على أن يصله أنك تثقين به. عندما يشعر ابنك أن تثقين فيه سوف يعمل جاهدا ليكون عند حسن ظنك به ولا يفقد ثقتك أبدا. 

٨- المساندة
هناك خط رفيع بين المساندة والتحكم. عندما يأتي إليك ابنك يطلب منك النصيحة أو المساعدة، اعرضي عليه ما تفكرين فيه، واتركي له القرار في النهاية. لا تتشبثي بأن ينفذ اقتراحك بحذافيرها. كوني بجانبه دائما.

٩- التواصل

ليكن بينكما حوار دائم، حكايات متبادلة، أخبار، مناقشات.. ونشاطات مشتركة. كوني موجودة في حياة ابنك كطرف يتكلم معه وليس فقط يتلقي الأوامر منه أو ينفذ طلباته. سيسهل عليك التواصل أمورا كثيرة. إذا كانت العلاقة جيدة بينك وبين ابنك سيسهل عليك مثلا أن تحدثيه عنالتدخين أو المخدرات أو البلوغ. تذكري أيضا أن تستخدمي مهارات التواصل من هدوء في الحديث، وصراحة. كذلك تعلمي التفاوض والوصول لحلول مقبولة للطرفين.

١٠- الخصوصية

هل تذكرين عندما كنت في سن المراهقة وتغلقين على نفسك الباب لتجلسي وحدك؟ تستمعين للموسيقى أو تكتبين أو تفكرين أو حتى تتكلمين في الهاتف مع أصدقاءك؟ سيفعل ابنك ذلك أيضا.. فتقبلي ذلك بصدر رحب، واحترمي خصوصيته

و هنا رأي الدكتور طارق الحبيب عن المراهقين....

كيف نتعامل مع رفض الطفل للطعام؟

                                              رفض الطفل للطعام..كيف نتعامل معه؟

في السنوات الأولى من عمر الطفل،

كثيرا ما يعاني الوالدين من رفضه لتناول ما يقدم له من وجبات

غذائية، غنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن وغيرها من

العناصر الغذائية، ويصر على تناول أنواع محددة محببة له

مثل "الشوكولاتة والبسكويت" وغيرها.



ورفض الطفل للطعام، من أكثر المشكلات السلوكية انتشارا

بين الأطفال في السنوات الأولى..

فكيف يتعامل معها الوالدين؟                            

 



1الفحص الطبي:

ربما تعود مشكلة رفض الطفل للطعام وفقدانه الرغبة في تناوله

إلى أسباب مرضية عامة تصيب الجسم وتؤثر على الشهية مثل:

التهابات الأنف، التهابات اللوزتين، فقر الدم، التهابات الصدر

والرئتين أو أمراض الجهاز الهضمي أو غير ذلك.



ولذا ينبغي على الوالدين أن يجريا فحصا طبيا للطفل للتأكد

من عدم وجود سبب عضوي يدفعه لرفض الطعام.



2تجنب القلق:

على الوالدين أن يتجنبا القلق من رفض الطفل للطعام،

خاصة بعد الاطمئنان عليه بالفحص الطبي؛

وذلك لأن الطفل في عامه الأول يتضاعف وزنه ثلاث مرات،

ثم يزيد وزنه في عامه الثاني حوالي 3 كيلو، ثم 2 كيلو فقط

في عامه الثالث، وتكون النتيجة أن يقل إقبال الطفل على الغذاء

بعد عامه الأول.



3مناخ أسري آمن:

وقد يعود رفض الطفل للطعام وامتناعه عنه للمشاكل

والاضطرابات الأسرية أو لفقدانه لأحد الوالدين أو انفصاله

عن أحدهما.



ولذا ينبغي على الوالدين أن يوفرا مناخا أسريا آمنا،

بعيدا عن المشاكل والنزاعات؛

لأن ذلك يشعر الطفل بالأمان،

وهذا وينعكس بشكل إيجابي على قبوله للطعام.



4التمهيد لتناول الطعام:

من المهم ألا نطلب من الطفل فجأة الحضور لتناول الطعام

في الوقت الذي يكون فيه منهمكا في لعبة شديدة التسلية،

بل نعطيه إشعاراً أنه بعد خمس دقائق سيكون الطعام جاهزاً.



5-وقتاً ممتعاً:

وذلك من خلال الحرص على إضفاء جوًا من الحميمية

والترحاب والمزاح والتحادث بين الأسرة أثناء الطعام،

والبعد عن لوم الطفل أثناء الطعام على أخطاء ارتكبها.



6طريقة التقديم:

ينبغي تقديم الطعام للطفل بطريقة شهيَّة وجذَّابة،

وفي أطباق وأكواب ملونة خاصة به، مع إتاحة الفرصة

له ليتناوله مع أطفال آخرين كلما أمكن ذلك.



7التنويع:

مراعاة التنويع اليومي في مكونات الوجبات الثلاث؛

فالروتينية تؤثر على الشهية.



8إظهار التلذذ:

فإظهار التلذذ بالطعام أمام الطفل يثير لديه الفضول وحب

الاستطلاع لمعرفة الطعم ويشجعه على تناوله.



9إشراكه في التجهيز:

الحرص على إشراك الطفل في إعداد الطعام أو المائدة؛

لأن ذلك يزيد من شهيته ويجعله أكثر استعدادا لتناوله.



10ممارسة الأنشطة:


إفساح المجال للطفل وتشجيعه على اللعب والتنزه وممارسة

الأنشطة خارج البيت؛ فذلك يساعده على الشعور بالجوع

ويفتح شهيته.



11البعد عن الحلوى قبل الطعام:


من المهم عدم إعطاء الطفل الحلوى والعصائر

قبل قليل من موعدالطعام،

حيث تخفف هذه الحلوى من شعور الطفل بالجوع

وتقلل رغبته في الطعام.



12لا للإرغام:


يجب تجنب إرغام الطفل على تناول كل ما أمامه من طعام

أو تناول ما لا يريد،

وإذا لم يرغب الطفل في نوع معين من الطعام،

فلا فائدة من تكرار عرض نفس الطعام عليه.



13تجنب الصراخ والعقاب:


تجنب رفع الصوت والصراخ لمطالبة الطفل بالطاعة

والانصياع للأمر بالأكل؛

لأن ذلك لا يجدي شيئاً في أغلب الأحوال،

وكذلك تجنب معاقبته؛ لأن استخدام العنف معه يثير عناده

وكراهيته للأكل،

ويربط بين العقاب والأكل،

أي كلما رأى الأكل أو شم رائحته تذكر العقاب.

كيف نزرع الثقة في اطفالنا


كيف نزرع الثقة في اطفالنا


الدكتورة جيهان العمران

مقدمة :
ان موضوع زرع الثقة في نفس الطفل او تنمية مفهوم ذات ايجابي لديه سواء أكان ذلك في البيت او المدرسة امر في غاية الاهمية ويرى علماء النفس والتربية انه مفتاح الشخصية السوية والطريق الاكيد نحو النجاح في الحياةالاكاديمية والعملية ان الفرق بين الفرد الذي يتمتع بثقة عالية في قدراته ويمتلك مفهوم ذات ايجابي وذلك الذي يفتقد الثقة بالنفس ويمتلك مفهوم ذات سلبي ، كالفرق بين شخصين تواجدا في حجرة واحدة وعندما سئل كل منهما ماذا ترى حولك؟
 اجاب الاول : (( اني ارى نوافذ مفتوحة ))
اما الثاني فقد قال : ((اني لا ارى سوى جدارن مغلقة ))
إذن ما هو مفهوم الذات ؟ وكيف نكتشفه لدى اطفالنا ؟
والاهم من ذلك كيف ننمي مفهوم ذات ايجابي لدى فلذات اكبادنا حتى نوصلهم الى بر الامان والاطمئنان ، هذا ما سوف احاول ان اجيب عنه في هذه المقالة.
تعريف مفهوم الذات:
المقصود بمفهوم الذات هو الصورة التي نكونها عن انفسنا منذ الصغر ومايرتبط بهذه الصورة من احساس بالرضا او عدم الرضا او مايسمى بتقدير الذات اما تقدير الذات فيتعلق بالجانب العاطفي منها وهناك ارتباط وثيق بين مفهوم الذات وتقدير الذات ، اي اذا كاننت صورتنا عن انفسنا ايجابية من الطبيعي ان نشعر بالاعتزاز والرضا بهذه الذات ، وعلى العكس من ذلك اذا كانت صورتنا عن ذاتنا سلبية فسوف نكره ذاتنا ونذمها ونحتقرها وليس هناك اخطر من ان يكره الطفل نفسه لان ذلك سوف يعرضه الى العديد من المشكلات السلوكية والنفسية .في محاولة يائسة لاثبات ذاته بطرق سلبية بعد ان فشل في اثباتها بطرق ايجابية .
لقد اثبتت معظم الدراسات ان من اهم الاسباب لتدني التحصيل الدراسي لدى التلاميذ هو تدني مستوى مفهومهم لذاتهم ومستوى تقديرهم لهذه الذات ، وكلذلك بينت ملاحظات علماء النفس انه وراء العديد من المشكلات النفسية والسلوكية لدى الصغار والكبار .
خصائص الطفل الذي يتمتع بمفهوم ذات مرتفع:
تتميز شخصية الطفل الذي يتمتع بمفهوم ذات ايجابي بالخصائص الآتية التي تمثل بعض النماذج من سلوكه:
1- يفخر بانجازاته (( انظر كم هي جميلة الصورة التي رسمتها بنفسي ))
2- يتمتع بالاستقلالية (( لقد انهيت واجبي وحدي ))
3- يتحمل المسئولية (( سوف اقوم بهذا العمل عنك ))
4- يتحمل الاحباط (( ان مسألة الحساب هذه صعبة جدا ولكني سأحاول واحاول حتى احلها ))
5- يقبل على الخبرات الجديدة بحماس (( لقد اخبرنا المعلم باننا سوف نتعلم القسمة غدا ))
6- يمتلك القدرة على التأثير في الآخرين (( دعني اعلمك كيف تمارس هذهاللعبة التي تعلمتها))
7- يستطيع ان يعبر عن مدى واسع من الانفعالات (( اشعر بالسرور عندما يعود ابي من السفر ، واشعر بالحزن عندما يغيب ))
خصائص الطفل الذي يمتلك مفهوم ذات سلبي
على النقيض من ذلك فان خصائص الطفل الذي يمتلك مفهوم ذات سلبي كالتالي:
1- يتجنب المواقف التي تسبب القلق : (( اليوم لن اذهب الى المدرسة لان لدي امتحان صعب ))
2- يحط من قيمته وامكانياته : (( ان رسومي ليست جميلة ))
3- يشعر بان الآخرين لا يقدرونه: (( اصدقائي لا يحبونني وابي يكرهني ))
4- يلوم الآخرين على فشله : (( لقد رسبت في الامتحان لان المعلمة لم تشرح الدرس جيدا ))
5- يتأثر بالآخرين : (( صديقي علمني ان اغش في الامتحان ))
6- يستثار بسهولة : (( انا لم اكسر هذه اللعبة ))
7- يشعر بالعجز: ((لا استطيع ان احل هذه المسألة ))
8- يعبر عن مدى ضيق من الانفعالات : (( انا لا اهتم ان جاء ابي ام ذهب ))
لنتمعن الآن في دراسة حالة هذا الطفل من خلال كلام امه التي تشتكي من مشكلة شائعة يعاني منها ابنها:
(( ان مايثير دهشتي ان ابني ذكي جدا بشهادة الجميع عندما يكون في البيت ، ولكن لا ادري عندما يذهب الى المدرسة ويقدم امتحانا في الحساب فانه يعجز عن حل ابسط المسائل ، ويختلق اعذارا كثيرة عندما يكون لديه امتحان حتى لا يذهب الى المدرسة .. فيوم معدته تؤلمه ، ويوم عنده صداع ، لقد احترت ماذا افعل معه؟؟
يبدو من كلام هذه الام ان طفلها يفتقر الى ثقة افضل بنفسه حتى يواجه الصعوبات في الحياة المدرسية بدلا من الهروب منها ، لانه لا يستطيع مواجهة الفشل والاحباط. ولنتفحص حالة اخرى من خلال كلام احدى المعلمات عن طفل في صفها اذا تقول: ((ان هذا التلميذ سلبي خجول عندما اسأله هل فهمت هذا التمرين يقول نعم وعندما اسأله سؤالا حتى اتأكد من ذلك اكتشف انه لم يفهم شيئا يبدو غير مهتم بما يدور حوله في الصف وهو كثير التغيب .. كثير السرحان )) ويبدو من كلام هذه المعلمة ان هذا الطفل يمتلك مفهوم ذات متدنيا لانه يعجز عن طلب المساعدة ولا يستطي
ع ان يعبر عن انفعالاته وحاجاته ، فيلجأ الى السرحان او التغيب.
كيف يتشكل مفهوم الذات ؟
ان مفهوم الذات لا يولد مع الطفل وهو لا يرثه عن ابويه كما يرث لون عينه وشعره وانما يكتسبه من البيئة حوله من خلال تفاعله مع الآخرين وخاصة الاشخاص المهمين بالنسبة اليه ان الطفل الرضيع لا يكون لديه صورة مستقله عن ذاته بل يعتقد انه جزء من البيئة المحيطة حوله وعندما يرى نفسه في المرآة يعتقد انه يرى طفلا آخر ولا يدرك انه ينظر الى نفسه ولكن منذ الشهر التاسع يبدأ يميز ذاته تماما ككائن مستقل عن بيئته ويمكنت التأكد من ذلك عندما نضع على وجه الطفل علامة ما ثم نجعله ينظر الى وجهه في المرآة نرى ان الطفل يضع يده على مكان العلامة في وجهه.
وعندما يكبر الطفل تدريجيا تتبلور صورته عن ذاته واحساسه بالرضا او عدم الرضا عنها من خلال تفاعل الاسرة معه واساليب معاملتها له اذ تعتبر الاسرة مرآة الطفل التي يرى فيها ذاته فاذا سمع الطفل من ابويه انه ذكي ، شاطر ، سريع التعلم ، وعومل معاملة اساسها المحبة والقبول والتقدير فانه سوف يحب نفسه ويثق بها وعلى العكس من ذلك اذا عومل معاملة قاسية وكلما اخطأ او فشل قوبل بالرفض والضرب تعلم ان يكره نفسه ويفقد الثقة بها ويشعر بالاثم والذنب تجاه نفسه وعندما يكبر الطفل ويدخل المدرسة يأتي دور المدرسة ليكرس الصورة التي كونها الطفل عن نفسه او ربما لتصحيحها في بعض الاحيان عن طريق الاساليب التربوية التي يتبعها المعلم في الصف. ويكون مفهوم الطفل لذاته مرنا وهو صغير وكلما كبر الطفل اتجه مفهومه لذاته نحو الثبات والرسوخ لذلك فانه من المهم جدا ان نشرع في تطبيق برامج تنمية الثقة بالنفس وتنمية مفهوم الذات مع الاطفال منذ الصغر وكذلك على الاباء والمعلمين ان يطبقوا الاساليب التربوية الصحيحة في التعامل مع الطفل منذ نعومة اظفاره لان تأثيرها يكون ناجحا وناجعا عندما يكون التدخل مبكرا ومع الاسف ان الاباء والمربين يستخدمون اساليب تربية خاطئة مع الطفل ومن غير قصد بحيث يزرعونالخوف والقلق وعدم الثقة في نفوس الاطفال فنرى ان العديد من الآباء يستخدمون اسلوب الضرب والعقاب البدني او اثارة الالم النفسي او اسلوب التذبذب في المعاملة او التدليل المفرط للابناء وفي كثير منالاحيان يشعر الاباء والمعلمون الطفل انهم يضعون توقعات منخفضة ازاء تقدمه في سلوكه وانجازه .
النبوءة تحقق ذاتها
هناك نظرية ثبتت صحتها في كثير من الحالات وهي نظرية((النبوءة التي تحقق ذاتها )) ومفادها اننا اذا اعتقدنا ان الطفل فاشل وكسول فانه سوف يفشل لا محالة لان عقل الطفل يعمل كجهاز رادار يلتقط جميع الاشارات التي يشعر بها من الابوين ومن المعلمين وبالتالي اذا التقط الاشارة التي تقول له انك فاشل فانه سوف يسلك سلوكا يحقق هذا التوقع والعكس صحيح لانه يصدق هذه الاشارات التي تصدر عنا بالاقوال ولافعال.
دعوني اقص عليكم هذه القصة التي اجراها احد الباحثين في احد الصفوف . جاء هذا الباحث واخبر الملعمة بعد ان اختار عينتين عشوائيتين من صفها ان العينة الاولى من الطلاب ذكاؤهم محدود لذلك فانه من المؤكد ان اداءهم سوف يكون متدنيا بينما افراد العينة الثانية قدراتهم عاليا وهم سوف يحققون مستوى عال من التحصيل ولكن اللعبة التي لعبها هذا الباحث على المعلمة انه لم يكن يعرف مطلقا القدرات الحقيقية لهاتين المجموعتين ولكنه اراد ان يختبر نظرية النبوءة التي تحقق ذاتها فماذا وجد؟
عندما عاد الى نفس المدرسة في نهاية العام الدراسي وجد بالفعل ان ااداء المجموعتين كان متماشيا مع توقعاته التي نقلها الىالمعلمة ، ويبدو ان المعلمة بدورها قد صدقت هذا الكلام وترجمته دون ان تشعر من خلال سلوكها مع طلابها الذين التقطوا هذه الرسالة بدورهم وصدقوها وسلكوا سلوكا يتماشى مع هذه التوقعات وبذلك تحققت النبوءة والتوقعات ..والمقصود من هذا الكلام اننا يجب ان نضع توقعات عالية لابنائنا ةنثق بقدراتهم حتى تؤثر على مفهومهم لذواتهم بصورة ايجابية وينعكس بالتالي على اداءهم في البيت او المدرسة.
كيف ننمي مفهوم ذات ايجابي لدى ابنائنا؟؟
هناك وسائل عديدة يمكن ان نتبعها كآباء ومعلمين كي نزرع الثقة في نفوس ابنائنا لان ذلك سوف يؤثر ايجابا على تحصيلهم الدراسي وعلى توافقهم النفسي والاجتماعي .
 ويمكن تلخيص الاساليب الصحيحة في التعامل مع الاطفال لتحقيق هذا الغرض كالتالي:
ألثقة:
أ : الاستقلالية
ل : لغة التواصل الصحيح
ث : الثبات في المعاملة
ق : قبول الطفل كما هو
ة : تشجيع الطفل
اولا الاستقلالية:
ان الطفل منذ صغره يبدي استعدادا للاستقلالية ولكن مع الاسف فان بعض الآباء يقمعونها ، وبحسن نية فالام تمنع طفلها الصغير من ان يأكل بمفرده خوفا على ثيابه من الاتساخ وتلبسه ملابس حتى لا يلبسها بصورة خاطئة ويختار له الابوان الالعاب والكتب التي تعجبهما هما من غير ان يسألا رأيه وعندما ييعاني الابناء من مشكلة معينة نرى الاباء يتبعون معهم اسلوب الوعظ والارشاد اوالتأنيب واللوم ، او يلجأون الى ان يحلوا بانفسهم مشكلات ابنائهم .
كل هذه الاساليب تشعر الطفل بالعجز والاتكالية وعدم الثقة بقدراتهم الذاتية على حل مشكلاتهم بانفسهم لذا من الضروري ان يشجع الآباء والمعلمون والمعلمات الاطفال على الاستقلالية منذ الصغر
ثانيا : لغة التواصل الصحيح مع الطفل
يعتبر التواصل الصحيح سر النجاح في العالقات الاسرية بين الآباء والابناء ويشمل التواصل الاستماع واسلوب الكلام اللفظي وغير اللفظي
كيف نستمع الى اطفالنا وتلاميذنا ؟
الاستماع:
لابد للآباء من ان يحسنوا الاستماع لابنائهم حتى يساعدوهم في التنفيس عن مشاعرهم واحساساتهم ومشكلاتهم وسوف يدهش الآباء عندما يكتشفون المفعول السحري للاستماع في حل العديد من مشكلات الاطفال . والاستماع فن له اصول والا فلن يحقق الهدف المرجو منه يجب على الآباء والمعلمين ان يستخدمو مايسمى بالاستماع العاكس.
ماهو الاستماع العاكس ؟
هو بمثابة المرآة التي يرى الطفل فيها نفسه من خلالها بوضوح وهو الاستجابة المفتوحة التي يقوم بها الآباء والتي تعكس شعور الطفل والمعنى الذي يقصده من خلال تعبيره اللفظي والغير لفظي .
الفوائد التربوية للاستماع العاكس:
1- ان يساعد على بلورة شعور الطفل
2- يساعد الاباء والمعلمين على فهم مشكلة الطفل
3- تحقيق التواصل الصحيح بين الآباء والابناء
4- قبول مشاعر الطفل حتى لو كانت سلبية
5-لا يهدد ذات الطفل لانه خال من التقييم
6- يعمل على تحسين العلاقة بينالآباء والابناء
لنحلل هذاالموقف لطفل يذهب الى ابيه بعد ان ضربه اخوه في البيت ويمكن ان ينطبق هذا الموقف عى طفل اعتدى عليه طفل آخر في الصف او في باحة المدرسة.
الطفل : (( ابي لقد ضربني علي . اني اكرهه اريدك ان تضربه كما ضربني))
الاب : (( عيب هذا الكلام يا ابني ومن العيب ان تبكي ايضا فانت رجل كبير))
هذه النغمة المألوفة التي نسمع الآباء يكررونها على مسامع ابنائهم ، كما نرى انها رسالة تتجاهل شعور الطفل وهي ايضا ناقدة لائمة سلبية تصف الطفل بصفات سيئة تسهم في تشكيل صورة سلبية لذاته وهي طبعا لا تحل المشكلة بل تزيدها تعقيدا وربما تنتهي بالصراخ والضرب بين الاخوة انظروا الآن الى استجابة الاب وهو يستخدم الاستماع العاكس.
الاب (( انت زعلان وتشعر بالالم لان علي قد ضربك اليس كذلك ؟))
هنا يعكس الاب شعور الطفل السلبي ويقبله وهو لا يلومه او يعيبه بل يكرر ماقاله الطفل مبينا له انه فهم معنى كلامه وبعد ان يسترسل الطفل في كلامه وينفس عن انفعالاته وهذا مهم لحل المشكلة يسأله ابوه: ((ماذا تنوي ان تفعل الآن ؟))
هذاالسؤال المفتوح يضع المسئولية على الطفل في حل المشكلة وليس على الاب ونلاحظ ان الطفل بعد ان عبر عن شعوره الذي لاقى قبولا لدى الاب شعر بالراحةالنفسية واصبح اكثر قدرة على حل المشكلة باسلوب سليم دوناللجوء الى العدوان اوالانتقام من اخيه.
اسلوب الكلام مع الطفل
يجب ان يحرص الاباء على استخدام اساليب كلام وتواصل تساعد على بناء ثقة الطفل بنفسه لاهدامها وفيما يلي نماذج الكلام الذي يؤذي نفسيةالطفل.
الكلام الهدام
مع الاسف نرى ان بعض الاباء يستخدمون الفاظا تحط من صورة الطفل عن نفسه كأن يقولون له :ياغبي ، انت عنيد ، او كسلان ، او شيطان ، او لاتصلح لشيء ، او مافي منك فايدة او قليل الادب .. الخ)) وهذه الالقاب تسيء الى نفسية الطفل وتسهم في تشويه صورة الطفل عن ذاته، اذا يقوم بتصديق هذا الكلام ويبدأ هو نفسه يستخدم هذا النوع مع نفسه كمونولوج داخلي او عندما يتحدث عن نفسه امام الآخرين او عندما يواجه مشكلة او موقفا ما وهذاالكلام الهدام ومايصاحبه من اعتقاد خاطئ وسلبي عن الذات يترجم الى سلوك فعلي يقوم بهالطفل لينسجم مع الصورة السلبية التي رسمها عن ذاته لذا علينا ان ننتبه كيف يتكلم الطفل عن نفسه ونصحح اسلوب كلامه الذي يشوه صورته عن ذاته.
على سبيل المثال نرى ان الاطفال الذين يمتلكون مفهوم ذات متدني مثل انا لا استطيع : كثيرا ما نسمع الاطفال يرددون هذه الكلمة كتبرير لعجزهم عن اداء مهمة معينة في البيت اوالمدرسة حتى لو كانو قادرين عليها وتتلائم مع مستواهم العقلي وقدراتهم الجسمية لذا يجب علىالاباء والمربين تعزيز ثقة الطفل بقدراته الذاتية وغرس اتجاه (( انا استطيع )) في نفوس صغارهم فقد يطلب اب من ابنه ان يحل مسألة معينة فيبدي الطفل احساسا بالحيرة والعجز ويقول انا لا استطيع وهنا على الاب والام ان يوجها طفلهما الى الحل الصحيح خطوة خطوة دون ان يقوما هما بحل المشكلة بدلا من الطفل.
 الكلام اللوام
كثيرا مايسمع الاباء والمعلمون على لسان الاطفال كلمات تصب اللوم على الآخرين في تبرير فشلهم بل حتى نجاحهم كأن يقول الطفل كان ادائي سيئا في الامتحان بسبب معلمي او بسبب الامتحان لانه او غيرها من الاسباب الحقيقية لفشله كأسلوب مذاكرته للامتحان او عدم بذله جهدا كافيا من اجل النجاح يجب ان نعود اطفالنا على تحمل مسئولية اعمالهم منذالصغر والا فلن يستطيعوا ان يحلوا مشكلاتهم في الحياة لانهم لن ينظروا الى الامور بصورة موضوعية بل بصورة دفاعية هدامة.
الكلام الصامت
لا يقل الكلام الصامت اهمية عن الكلام اللفظي في فهم الطفل وبناء ثقته بنفسه والمقصود به التواصل مع الطفل عن طريق استخدام تعبيرات الوجه كلابتسام والنظر او ايماءات الجسم كاستخدام اليدين او الاوضاع الجسمية المختلفة عندما نتواصل مع الطفل سواء اكان ذلك بالاستماع او بالكلام يجب ان ان ننظر دائما في عيني الطفل مباشرة وان نميل جسمنا قليلا باتجاه الطفل دون ان نكون مكتوفي الايدي لنظهر قبولنا للطفل، واحيانا يجب ان ننزل الى مستوى الطفل اثناء التحث اليه حتى يكون تواصلنا معه ايجابيا وفعالا ونظرة واحدة الى الطفل قد تكون افضل من الف كلمة .تلاحظ المعلمة مثلا عندما تسود الضوضاء في الصف فان المعلمة مهما حاولت اسكات التلاميذ بقولها اسكتوا اسكتو فانهم لن يستجيبوا ولكن عندما تنظر اليهم بهدوءلمدة دقيقة واحدة فانهم سوف يسكتون في الحال .ناهيك عن الاثر الطيب الذي يتركه ربت الطفل على رأسه او كتفه كتعبير عن حبنا وقبولنا له.
ثالثا: الثبات في معاملة الطفل
يلجأ بعض الاباء الى استخدام اساليب تربية خاطئة تزعزع ثقة الطفل بنفسه من اهمها عدم استخدام اسلوب الثبات في المعاملة فنرى ان هناك تناقضا في معاملة الطفل من قبل الوالدين الاب يشد من جهةوالام ترخي من جهة اخرى .
او ان احد الوالدين يمنع الطفل عن شيء معين تارة ثم يسمح به تارة اخرى او ان كل من البيت والمدرسة يتبع اسلوبا مغايرا في التربية ، المدرسة تمنع الطفل من سلوكيات معينة ولكنها تعتبر مسموحة له في البيت هذا التناقض في اسلوب تربية الطفل يؤذيه نفسيا ويجعل الصورة التي يود ان يرسمها عن ذاته مضطربة وغير واضحة اذن يجب على الاباء ان يتبعوا اسلوبا ثابتا في معاملة الطفل وان يكون هناك اتفاق كامل بين الاب والام على اسلوب تربية الطفل وكذلك ان يكون هناك تعاون حقيقي بين البيت والمدرسة وتواصل مستمر بينهما للاتفاق على الاسلوب الامثل لمعاملة الطفل بحيث يتبع الطرفان سياسة واحدة لا تناقض فيها.
رابعا قبول الطفل:
من الاساليب التربوية الهامة التي تعزز ثقة الطفل بنفسه اسلوب قبول الطفل كما هو في الواقع ليس الصورة المثالية التي نتمنى ان يكون عليها .هي اظهار محبة للطفل غير مشروطة أي ان نشعر الطفل بقيمته وانه مهم لذلته على الرغم من عيوبه واخطاءه وهذا يستوجب مراعاة ما يلي:
1- الايمان بفردية الطفل:
كل طفل في هذاالكون وحدة فريدة من نوعها وظاهرة لن تتكرر مرة اخرى في تاريخ البشرية وكل طفل فريد بملامحه وقدراته وشخصيته ان مهمة الآباء والمربين التعامل مع الطفل كمن يبحث عن كنز مدفون ليكتشف مواطن القوة في شخصيته والتركيز عليها وتعديل الاشياء التي يمكن تعديلها وقبول تلك التي لايمكن ان تتغير
2- مقارنة الطفل بنفسه وليس بالآخرين:
يجب على الاباء والمربين الا يقارنوا الطفل باقرانه حتى لا يشعر بالدونية والقصور بل يجب اننقارن الطفل بنفسه ثم نشجعه على تحسنه المستمر وعلى ادائه الحالي مقارنة بالسابق.
3- الفصل بين ذات الطفل وافعاله:
قد نكره افعال الطفل ونذمها ولكن ذاتالطفل يجب ان لاتمس بسؤ كأن نقول للطفل عندما يقصر في ادائه : انت ولد حسن السلوك فكيف تغش في الامتحان؟ انا احبك ولكن لا احب عملك ، والحقيقة التربوية هنا ان الطفل لا يمكن ان يطرأ تحسين علىسلوكه السيء اذا فقد الاحساس بقيمته وكان تقديره لذاته متدنيا واخيرا يجب ان نعلم اننا نحن معشر الآباء والمعلمين بشر ولسنا معصومين عن ارتكاب الاخطاء فعلينا ان نتقبل اخطاءنا بروح ايجابية وبرغبة في التحسن المستمر عن طريق بذل المزيد من الجهد وبرأيي انه طالما شعر اطفالنا باننا دوما معهم نلعب معهم ونضحك معهم ونحزن معهم وطالما ظل الحب يرفرف في سماء حياتنا فان هذا سوف يساهم في تذليل الصعوبات وجعل المستحيل ممكنا وسوف يساهم في زرع الثقة في نفوس ابنائنا - فلذات اكبادنا - الم يعبر احد شعرائنا عن عاطفة الاباء تجاه ابنائهم بقوله: انمـا اطفـالنا بيننا*** اكبادنا تمشي على الارض ان هبت الريح على بعضهم*** امتنعت عيني عن الغمض 

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

العدل بين الابناء

                                           العدل بين الابناء 
العدل صفة مطلوبة في كثير من العلاقات، فالعدل خُلق المؤمن، والمؤمن الحق بعيد كل البعد عن الظلم سواء كان في الأحكام التي يصدرها أو في تعاملاته مع الآخرين، فالعدل مطلوب منه في كل الأحوال، قال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) فقد أمرنا الله عز وجل بالعدل وأوجبه علينا الإسلام وأوصانا به رسولنا الكريم، ولكن أحق الناس بالعدل هم الأبناء، فقد قال
رسولنا صلى الله عليه وسلم : (فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، فهل أنت حقاً عادل بينهم؟ أنا لا أقصد الأمور الكبيرة الواضحة، فهذه الأمور يحاول الوالدان بشتى الطرق أن يكونا عادلين فيها، أما بالنسبة للأمور التافهة الصغيرة، التي لا يراها الآباء ولكن يشعر بها الأبناء، فهل أنت عادل بها؟ أيها الأب العزيز لا تظن أنك إذا أعطيت أحد أولاد لعبة أو حلوى أو غيره، ولم تعط الآخر أن ذلك لن يؤثر في نفسيته، ولا تظن أيضاً أنك عند إظهار محبتك لأحد أولادك دون الآخر أن ذلك لن يؤثر في نفسيته. قد لا تكون قاصداً، ولكن تقربك لأحد دون الآخر، وميلك لأحد دون الآخر، سوف يؤثر بشكل سلبي على الأبناء جميعاً، سواء الذي تم تفضيله أو الآخر الذي هُمش ولم يفضل.
فعدم المساواة بين الأبناء يزرع في نفس الطفل المظلوم إحساسا بالغيرة والحقد تجاه الأخ المدلل، تلك الغيرة التي تترجم بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل، وقد جاء لنا ديننا العظيم بأكبر مثل وهو يوسف عليه السلام وإخوته، فقد أحس إخوة يوسف بميل قلب أبيهم إلى يوسف وأخيه أكثر منهم (إذا قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة، إن أبانا لفي ضلال مبين) وكانت نتيجة ذلك أنهم أقدموا على عمل مشين ودبروا مؤامرة للتخلص من الطفل الصغير الذي لا ذنب له إلا إظهار والده حبه له أكثر من إخوته، فكان الكيد والحسد هما المنتصرين (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين، قال قائل منهم لاتقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنت فاعلين).
فالمساواة الدقيقة والعدل في الأشياء الصغيرة هي التي ينظر إليها الأبناء ويستشعرونها وتؤثر فيهم، فالمساواة والعدل في توزيع الكلام وفي الإنصات، والمساواة في توزيع الانتباه والاهتمام، والعدل في توزيع النظرات والضحك والمداعبات هو ما يطلبه
أبناؤنا، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القُبل).
ولكن كثيرا من الآباء من يعلل ويبرر تصرفه الخاطئ هذا بأن ذلك الابن المفضل يطيعه أكثر، أو أنه بار به أكثر، أو أنه متفوق دراسياً ولم يتعبه، أو أنه أول فرحته، أو أنه آخر العنقود...... وغيرها من الحجج والمبررات التي لا معنى لها، أيها الأب العزيز ألم يخطر ببالك أن بتصرفك هذه أنك سوف تكون سبباً في التفريق بينهم وسبباً في الكراهية التي تولد بينهم، ألم يخطر ببالك أنك سوف تكون سبباً في عقوقهم لك ومعصيتهم وعدم رأفتهم بك، فهل سيستطيع هؤلاء الأبناء الذين حُرموا وجفوا في صغرهم أن يبروا ويرأفوا ويطيعوا غداً!! فأيها أعزائي الآباء لا تظلموا أولادكم فالظلم ظلمات يوم القيامة، وحاولوا جاهدين أن تساووا بينهم في الأمور الصغيرة قبل الكبيرة، ولا تنسوا أنهم جميعهم فلذة كبدكم، هبة من الله ونعمة من الخالق عز وجل.



بعض الآباء في المعاملة يميلون إلى البعض دون الآخرين, ويفرقون بينهم, هل من توجيه للآباء حول ذلك؟
الواجب على الآباء والأمهات تقوى الله في أولادهم والعدل بينهم في النصيحة والتوجيه والإرشاد والتعليم لأنهم جميعاً في الذمة أمانة، فيجب على الوالدين أن يتقوا الله في أولادهم، وأن يجتهدوا في تربيتهم التربية الإسلامية، وأن يحرصوا على الجد في الإحسان إليهم جميعاً وعدم التخصيص؛ لأنهم جميعاً في الذمة، فالواجب العناية بهم جميعاً، والحرص على تربيتهم التربية الإسلامية وإذا كانوا محاويج جميعاً وجب الإنفاق عليهم بحسب حاجتهم إذا كان والدهم قادراً على ذلك، أما أن يخصص بعضهم من غير موجب شرعي، بل بالهوى فلا يجوز، الواجب تقوى الله والعدل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، فعلى الأب وعلى الأم العدل وتحري الحق في تربية الأولاد والإنفاق على الأولاد وغير ذلك، لكن من عصى الله من الأولاد وعق والديه لا يكون حق مثل حق من أطاع وبر والديه، من عصا والديه وعقهم فهو يستحق العقوبة والتأديب، وليس له حق مثل حق من أطاع وبر، فالعاق يؤدب ويعامل بما يستحق حتى يدع العقوق وحتى يستقيم على بر والديه وألا يكون له من الحق مثل حق من بر والديه واستقام على طاعة الله فيهما، وهكذا من كان غنياً ليس له حق فيما يعطاه الفقير إذا كان أحد الأولاد فقيراً أو مريضاً ليس عند القدرة على الكسب وأبوه يستطيع فإنه ينفق عليه، وليس للغني حق في ذلك، بل هذا من أجل الحاجة، فالأب ينفق على ولده الفقير والأم كذلك، ولا يكون جائراً ولا ظالماً إذا أنفق على الفقير وعالج المريض؛ لأنه لا يستطيع وترك القادر الذي يستطيع، عنده المال ينفق على نفسه ويعالج نفسه فهو مستغني عن والديه بما أعطاه الله من المال. أما الفقير كالطفل والمريض الذي ليس عنده ما يعالج به ونحو ذلك ممن يعجز عن النفقة لفقره أو مرضه أو علة به أو نحو ذلك ليس مثل الصحيح الغني، والله جل وعلا يقول سبحانه في كتابه العظيم: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.. (16) سورة التغابن، ويقول جل وعلا: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا.. (286) سورة البقرة، فعلى المؤمن أن يتقي الله في جميع ما يأتي ويذر حسب شرع الله، وعليه أن يحذر الظلم والعدوان في أولاده أو في غيرهم، بل عليه أن يتحرى الحق والعدل في كل شيء. وفق الله الجميع.