العدل بين الابناء
العدل صفة مطلوبة في كثير من العلاقات، فالعدل خُلق المؤمن، والمؤمن الحق بعيد كل البعد عن الظلم سواء كان في الأحكام التي يصدرها أو في تعاملاته مع الآخرين، فالعدل مطلوب منه في كل الأحوال، قال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) فقد أمرنا الله عز وجل بالعدل وأوجبه علينا الإسلام وأوصانا به رسولنا الكريم، ولكن أحق الناس بالعدل هم الأبناء، فقد قال
رسولنا صلى الله عليه وسلم : (فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، فهل أنت حقاً عادل بينهم؟ أنا لا أقصد الأمور الكبيرة الواضحة، فهذه الأمور يحاول الوالدان بشتى الطرق أن يكونا عادلين فيها، أما بالنسبة للأمور التافهة الصغيرة، التي لا يراها الآباء ولكن يشعر بها الأبناء، فهل أنت عادل بها؟ أيها الأب العزيز لا تظن أنك إذا أعطيت أحد أولاد لعبة أو حلوى أو غيره، ولم تعط الآخر أن ذلك لن يؤثر في نفسيته، ولا تظن أيضاً أنك عند إظهار محبتك لأحد أولادك دون الآخر أن ذلك لن يؤثر في نفسيته. قد لا تكون قاصداً، ولكن تقربك لأحد دون الآخر، وميلك لأحد دون الآخر، سوف يؤثر بشكل سلبي على الأبناء جميعاً، سواء الذي تم تفضيله أو الآخر الذي هُمش ولم يفضل.
فعدم المساواة بين الأبناء يزرع في نفس الطفل المظلوم إحساسا بالغيرة والحقد تجاه الأخ المدلل، تلك الغيرة التي تترجم بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل، وقد جاء لنا ديننا العظيم بأكبر مثل وهو يوسف عليه السلام وإخوته، فقد أحس إخوة يوسف بميل قلب أبيهم إلى يوسف وأخيه أكثر منهم (إذا قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة، إن أبانا لفي ضلال مبين) وكانت نتيجة ذلك أنهم أقدموا على عمل مشين ودبروا مؤامرة للتخلص من الطفل الصغير الذي لا ذنب له إلا إظهار والده حبه له أكثر من إخوته، فكان الكيد والحسد هما المنتصرين (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين، قال قائل منهم لاتقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنت فاعلين).
فالمساواة الدقيقة والعدل في الأشياء الصغيرة هي التي ينظر إليها الأبناء ويستشعرونها وتؤثر فيهم، فالمساواة والعدل في توزيع الكلام وفي الإنصات، والمساواة في توزيع الانتباه والاهتمام، والعدل في توزيع النظرات والضحك والمداعبات هو ما يطلبه
أبناؤنا، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القُبل).
ولكن كثيرا من الآباء من يعلل ويبرر تصرفه الخاطئ هذا بأن ذلك الابن المفضل يطيعه أكثر، أو أنه بار به أكثر، أو أنه متفوق دراسياً ولم يتعبه، أو أنه أول فرحته، أو أنه آخر العنقود...... وغيرها من الحجج والمبررات التي لا معنى لها، أيها الأب العزيز ألم يخطر ببالك أن بتصرفك هذه أنك سوف تكون سبباً في التفريق بينهم وسبباً في الكراهية التي تولد بينهم، ألم يخطر ببالك أنك سوف تكون سبباً في عقوقهم لك ومعصيتهم وعدم رأفتهم بك، فهل سيستطيع هؤلاء الأبناء الذين حُرموا وجفوا في صغرهم أن يبروا ويرأفوا ويطيعوا غداً!! فأيها أعزائي الآباء لا تظلموا أولادكم فالظلم ظلمات يوم القيامة، وحاولوا جاهدين أن تساووا بينهم في الأمور الصغيرة قبل الكبيرة، ولا تنسوا أنهم جميعهم فلذة كبدكم، هبة من الله ونعمة من الخالق عز وجل.
بعض الآباء في المعاملة يميلون إلى البعض دون الآخرين, ويفرقون بينهم, هل من توجيه للآباء حول ذلك؟
الواجب على الآباء والأمهات تقوى الله في أولادهم والعدل بينهم في النصيحة والتوجيه والإرشاد والتعليم لأنهم جميعاً في الذمة أمانة، فيجب على الوالدين أن يتقوا الله في أولادهم، وأن يجتهدوا في تربيتهم التربية الإسلامية، وأن يحرصوا على الجد في الإحسان إليهم جميعاً وعدم التخصيص؛ لأنهم جميعاً في الذمة، فالواجب العناية بهم جميعاً، والحرص على تربيتهم التربية الإسلامية وإذا كانوا محاويج جميعاً وجب الإنفاق عليهم بحسب حاجتهم إذا كان والدهم قادراً على ذلك، أما أن يخصص بعضهم من غير موجب شرعي، بل بالهوى فلا يجوز، الواجب تقوى الله والعدل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، فعلى الأب وعلى الأم العدل وتحري الحق في تربية الأولاد والإنفاق على الأولاد وغير ذلك، لكن من عصى الله من الأولاد وعق والديه لا يكون حق مثل حق من أطاع وبر والديه، من عصا والديه وعقهم فهو يستحق العقوبة والتأديب، وليس له حق مثل حق من أطاع وبر، فالعاق يؤدب ويعامل بما يستحق حتى يدع العقوق وحتى يستقيم على بر والديه وألا يكون له من الحق مثل حق من بر والديه واستقام على طاعة الله فيهما، وهكذا من كان غنياً ليس له حق فيما يعطاه الفقير إذا كان أحد الأولاد فقيراً أو مريضاً ليس عند القدرة على الكسب وأبوه يستطيع فإنه ينفق عليه، وليس للغني حق في ذلك، بل هذا من أجل الحاجة، فالأب ينفق على ولده الفقير والأم كذلك، ولا يكون جائراً ولا ظالماً إذا أنفق على الفقير وعالج المريض؛ لأنه لا يستطيع وترك القادر الذي يستطيع، عنده المال ينفق على نفسه ويعالج نفسه فهو مستغني عن والديه بما أعطاه الله من المال. أما الفقير كالطفل والمريض الذي ليس عنده ما يعالج به ونحو ذلك ممن يعجز عن النفقة لفقره أو مرضه أو علة به أو نحو ذلك ليس مثل الصحيح الغني، والله جل وعلا يقول سبحانه في كتابه العظيم: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.. (16) سورة التغابن، ويقول جل وعلا: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا.. (286) سورة البقرة، فعلى المؤمن أن يتقي الله في جميع ما يأتي ويذر حسب شرع الله، وعليه أن يحذر الظلم والعدوان في أولاده أو في غيرهم، بل عليه أن يتحرى الحق والعدل في كل شيء. وفق الله الجميع.
العدل صفة مطلوبة في كثير من العلاقات، فالعدل خُلق المؤمن، والمؤمن الحق بعيد كل البعد عن الظلم سواء كان في الأحكام التي يصدرها أو في تعاملاته مع الآخرين، فالعدل مطلوب منه في كل الأحوال، قال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) فقد أمرنا الله عز وجل بالعدل وأوجبه علينا الإسلام وأوصانا به رسولنا الكريم، ولكن أحق الناس بالعدل هم الأبناء، فقد قال
رسولنا صلى الله عليه وسلم : (فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، فهل أنت حقاً عادل بينهم؟ أنا لا أقصد الأمور الكبيرة الواضحة، فهذه الأمور يحاول الوالدان بشتى الطرق أن يكونا عادلين فيها، أما بالنسبة للأمور التافهة الصغيرة، التي لا يراها الآباء ولكن يشعر بها الأبناء، فهل أنت عادل بها؟ أيها الأب العزيز لا تظن أنك إذا أعطيت أحد أولاد لعبة أو حلوى أو غيره، ولم تعط الآخر أن ذلك لن يؤثر في نفسيته، ولا تظن أيضاً أنك عند إظهار محبتك لأحد أولادك دون الآخر أن ذلك لن يؤثر في نفسيته. قد لا تكون قاصداً، ولكن تقربك لأحد دون الآخر، وميلك لأحد دون الآخر، سوف يؤثر بشكل سلبي على الأبناء جميعاً، سواء الذي تم تفضيله أو الآخر الذي هُمش ولم يفضل.
فعدم المساواة بين الأبناء يزرع في نفس الطفل المظلوم إحساسا بالغيرة والحقد تجاه الأخ المدلل، تلك الغيرة التي تترجم بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل، وقد جاء لنا ديننا العظيم بأكبر مثل وهو يوسف عليه السلام وإخوته، فقد أحس إخوة يوسف بميل قلب أبيهم إلى يوسف وأخيه أكثر منهم (إذا قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة، إن أبانا لفي ضلال مبين) وكانت نتيجة ذلك أنهم أقدموا على عمل مشين ودبروا مؤامرة للتخلص من الطفل الصغير الذي لا ذنب له إلا إظهار والده حبه له أكثر من إخوته، فكان الكيد والحسد هما المنتصرين (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين، قال قائل منهم لاتقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنت فاعلين).
فالمساواة الدقيقة والعدل في الأشياء الصغيرة هي التي ينظر إليها الأبناء ويستشعرونها وتؤثر فيهم، فالمساواة والعدل في توزيع الكلام وفي الإنصات، والمساواة في توزيع الانتباه والاهتمام، والعدل في توزيع النظرات والضحك والمداعبات هو ما يطلبه
أبناؤنا، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القُبل).
ولكن كثيرا من الآباء من يعلل ويبرر تصرفه الخاطئ هذا بأن ذلك الابن المفضل يطيعه أكثر، أو أنه بار به أكثر، أو أنه متفوق دراسياً ولم يتعبه، أو أنه أول فرحته، أو أنه آخر العنقود...... وغيرها من الحجج والمبررات التي لا معنى لها، أيها الأب العزيز ألم يخطر ببالك أن بتصرفك هذه أنك سوف تكون سبباً في التفريق بينهم وسبباً في الكراهية التي تولد بينهم، ألم يخطر ببالك أنك سوف تكون سبباً في عقوقهم لك ومعصيتهم وعدم رأفتهم بك، فهل سيستطيع هؤلاء الأبناء الذين حُرموا وجفوا في صغرهم أن يبروا ويرأفوا ويطيعوا غداً!! فأيها أعزائي الآباء لا تظلموا أولادكم فالظلم ظلمات يوم القيامة، وحاولوا جاهدين أن تساووا بينهم في الأمور الصغيرة قبل الكبيرة، ولا تنسوا أنهم جميعهم فلذة كبدكم، هبة من الله ونعمة من الخالق عز وجل.
بعض الآباء في المعاملة يميلون إلى البعض دون الآخرين, ويفرقون بينهم, هل من توجيه للآباء حول ذلك؟
الواجب على الآباء والأمهات تقوى الله في أولادهم والعدل بينهم في النصيحة والتوجيه والإرشاد والتعليم لأنهم جميعاً في الذمة أمانة، فيجب على الوالدين أن يتقوا الله في أولادهم، وأن يجتهدوا في تربيتهم التربية الإسلامية، وأن يحرصوا على الجد في الإحسان إليهم جميعاً وعدم التخصيص؛ لأنهم جميعاً في الذمة، فالواجب العناية بهم جميعاً، والحرص على تربيتهم التربية الإسلامية وإذا كانوا محاويج جميعاً وجب الإنفاق عليهم بحسب حاجتهم إذا كان والدهم قادراً على ذلك، أما أن يخصص بعضهم من غير موجب شرعي، بل بالهوى فلا يجوز، الواجب تقوى الله والعدل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، فعلى الأب وعلى الأم العدل وتحري الحق في تربية الأولاد والإنفاق على الأولاد وغير ذلك، لكن من عصى الله من الأولاد وعق والديه لا يكون حق مثل حق من أطاع وبر والديه، من عصا والديه وعقهم فهو يستحق العقوبة والتأديب، وليس له حق مثل حق من أطاع وبر، فالعاق يؤدب ويعامل بما يستحق حتى يدع العقوق وحتى يستقيم على بر والديه وألا يكون له من الحق مثل حق من بر والديه واستقام على طاعة الله فيهما، وهكذا من كان غنياً ليس له حق فيما يعطاه الفقير إذا كان أحد الأولاد فقيراً أو مريضاً ليس عند القدرة على الكسب وأبوه يستطيع فإنه ينفق عليه، وليس للغني حق في ذلك، بل هذا من أجل الحاجة، فالأب ينفق على ولده الفقير والأم كذلك، ولا يكون جائراً ولا ظالماً إذا أنفق على الفقير وعالج المريض؛ لأنه لا يستطيع وترك القادر الذي يستطيع، عنده المال ينفق على نفسه ويعالج نفسه فهو مستغني عن والديه بما أعطاه الله من المال. أما الفقير كالطفل والمريض الذي ليس عنده ما يعالج به ونحو ذلك ممن يعجز عن النفقة لفقره أو مرضه أو علة به أو نحو ذلك ليس مثل الصحيح الغني، والله جل وعلا يقول سبحانه في كتابه العظيم: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.. (16) سورة التغابن، ويقول جل وعلا: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا.. (286) سورة البقرة، فعلى المؤمن أن يتقي الله في جميع ما يأتي ويذر حسب شرع الله، وعليه أن يحذر الظلم والعدوان في أولاده أو في غيرهم، بل عليه أن يتحرى الحق والعدل في كل شيء. وفق الله الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق